كيف نؤهل المعلم لفهم شخصية الطفل
كتبت: غاده حسن
الفروق الشخصية التي تجعل من كل فرد شخصاً متفرداً غالباً تضع المعلمين في تحد حقيقي.
ليس بكاف أن نقرر ببساطة ما هي الطريقة التي يجب أن نربي بها أولادنا ثم نقوم بتطبيقها على كل واحد منهم، فالمعلمون يحتاجون أن يتعرفوا على كل طفل من أطفالهم وسيكتشفون أنه لا يوجد اثنان يتشابهان.
في الغالب نحن نضع الخطة ونخطط لظروف حياة أولادنا طبقاً لرؤيتنا نحن ولما نراه نحن مناسباً.
كل طفل يعتبر شخصية متفردة بما يتميز به من نقاط قوى وتفضيلات. هذه الهبات الشخصية نطلق عليها (أنماط العلم).
ورغم أننا نقبل بل ونعزز تفرد كل طفل، فإنه يصعب في الغالب التعامل مع التمايز بين أولادنا، وذلك عندما نحاول أن نضع نظاماً في الصف المدرسي.
فقط استمتع بوجودك معه، بقدر الإمكان قدم ملاحظات إيجابية وسجل بعض الملاحظات على الطريقة التي يفضلها أطفالك في عمل الأشياء. إذا قمت بهذا التمرين بانتظام مع أطفالك فسوف تندهش، فما أسهل التعرف على أنماط التعلم المختلفة
لكل طفل.
إن التعرف على تفرد كل طفل من أطفالنا أمر مجهد، إلا أن عائده كبير. إن هدفي هو مساعدتك على اكتشاف تلك المنظورات المختلفة، وعلى تنمية طرق سريعة وعملية لكي تعين طفلك لكي يطور قواه الطبيعية ليحقق متطلبات التعلم المختلفة سواء في المدرسة أو في بقية حياته.
هناك دور آخر مهم على الوالدين أن يقوموا به هو مساعدة أولادهم ليعملوا بكفاءة مع نوعيات مختلفة من المدرسين الذين –بلا شك- يمارسون أنماط تعليم مختلفة. سوف يكون لديك معلومات إيجابية ، ويمكنك أن تنقلها إلى المدرسين الذين يقومون بتدريس أطفالك، ولأنني أنا نفسي مدرسة، فيمكنني أن أقول لك لو أنك دخلت من مدخل إيجابي مع المدرسين والمسئولين فإنك سوف تندهش من مدى انفتاحهم وقبولهم للتعرف على الأنماط التي يتفرد بها طفلك.
بعد أن غادر التلاميذ المدرسة في أول يوم من أيام الدراسة، قمت بإعادة ترتيب المقاعد بطريقة جديدة مبتكرة، ولأن أماكن جلوس كل تلميذ كانت قد تغيرت، فلم أتوقع بعض ردود أفعالهم في اليوم التالي.
فقد سأل بعضهم باستغراب قائلا: “أين أجلس؟” أجبت بحماس: “اجلس في أي مكان” لقد قمت بترتيب المقاعد على شكل فراشة. ما رأيكم في الجلوس على أجنحتها!”.
أجابوا مترددين قائلين: “حسناً أين تريدينا أن نجلس؟” وهنا شعرت بشيء من الإحباط وقلت: “اختاروا المكان الذي يعجبكم من جسم الفراشة واجلسوا فيه واستمتعوا بالمكان الجديد”.
وهنا بدؤوا يدورون في المكان وينظرون تحت المقاعد، وغمغم واحد منهم قائلا: “أين المقعد الذي كنت أجلس عليه بالأمس؟” في ذلك اليوم قام بعض من التلاميذ بوضع علامة على مقعدهم حتى يمكنهم أن يجدوا نفس المقعد في اليوم التالي !! وفي الحال أدركت أن ما يعتبر مملاً لشخص ما، يكون سبباً للإحساس بالأمان بالنسبة لشخص آخر. رغم أنني كنت محبوبة وأنال التقدير بسبب اهتمامي وأسلوبي الخلاق كمدرسة في تلك السنوات الأولى من عملي بالتدريس، فإن الكثير من التلاميذ كانوا يعانون من بعض الطرق التي كنت أستخدمها، وعندما اكتشفت أخيرا (أنماط التعلم) بدأت استخدم طرقا مختلفة لتعليم التلاميذ، وكان ذلك سبب راحة عظيمة بالنسبة لي عندما فهمت أن التلاميذ الذين تختلف أنماطهم تماما عن أسلوبي لم يكونوا يتعمدون مضايقتي.
وسوف تكتشفون أيضاً أن فهم وتحديد أنماط التعلم الفردية هي رحلة متصلة من الملاحظات والانطباعات. عليكم بالاحتفاظ بالخطوط العامة والتي سنذكرها لاحقا في مقالات متتالية