السودانشئون عربية

التصعيد المتواصل في السودان يهدد الأمن الإقليمي

رمطان لعمامرة: الشعب السوداني هو صاحب القرار في تحديد مستقبله

كتبت -د. هيام الإبس 

مع دخول الحرب في السودان عامها الثاني، شدد رمطان لعمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، على ضرورة تعزيز الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي يحفظ سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه، مؤكدًا أن الشعب السوداني هو الجهة الوحيدة المخولة بتحديد مستقبله.

وفي مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، أوضح لعمامرة أن الأمم المتحدة تعمل بشكل مكثف لإقناع طرفي النزاع بضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي شامل، مشددًا على أن حماية المدنيين يجب أن تكون الأولوية القصوى، خصوصًا خلال شهر رمضان.

تعلم الدروس من الماضي

دعا لعمامرة السودانيين إلى استخلاص العبر من تجاربهم السابقة، مؤكدًا أن أي تحرك لحل النزاع يجب أن يحترم سيادة السودان ووحدته. وأضاف أن المطلوب الآن هو اتخاذ قرارات جريئة تمنع تكرار الأخطاء التي أدت إلى اندلاع النزاعات السابقة.

ميثاق نيروبي وخريطة طريق بورتسودان

تطرق لعمامرة إلى التطورات الأخيرة في السودان، بما في ذلك ميثاق نيروبي، الذي وقعته مجموعات سياسية وعسكرية لإنشاء سلطة حاكمة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، والذي أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه حياله، محذرًا من أنه يهدد وحدة السودان.

كما أشار إلى خريطة الطريق التي تم الإعلان عنها في بورتسودان، والتي تدعو إلى إعادة بناء دولة سودانية موحدة، مطالبًا جميع الأطراف بالمشاركة في إثراء هذه الوثيقة لضمان حل سياسي متوافق عليه.

دور المجتمع الدولي في حل الأزمة

أكد المبعوث الأممي أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه الأزمة السودانية عبر تنسيق الجهود ودعم الحلول السلمية، مشددًا على أن التدخلات الأجنبية تزيد من تعقيد الأزمة، مما يستدعي توحيد المبادرات الدولية تحت مظلة صوت واحد قوي.

المشاورات الموسعة مع السودانيين

كشف لعمامرة أنه يجري مشاورات موسعة مع مختلف شرائح المجتمع السوداني، من شباب ونساء ومنظمات المجتمع المدني، مشيرًا إلى أنه يعتمد على العمل بعيدًا عن الأضواء لضمان حرية التعبير عن الآراء. وأوضح أنه قدم توصيات رسمية لطرفي النزاع استنادًا إلى هذه المشاورات.

التصعيد المتواصل في السودان يهدد الأمن الإقليمي 2

مواقف الدول الكبرى حول الأزمة السودانية

فرنسا: ضرورة وقف إطلاق النار فورًا

أكدت فرنسا دعمها لوحدة السودان، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيرةً إلى ضرورة مشاركة جميع الأطراف السودانية في عملية سياسية شاملة.

الولايات المتحدة: السودان لا يجب أن يصبح بيئة للإرهاب مجددًا

حذرت الولايات المتحدة من خطورة تصاعد القتال، مؤكدةً أنها لن تسمح بأن يصبح السودان ملاذًا آمنًا للإرهاب مرة أخرى. كما أعربت عن قلقها بشأن الهجمات على النازحين في دارفور.

المملكة المتحدة: إنهاء الصراع أولوية قصوى

طالبت بريطانيا الأطراف السودانية بوقف القتال والابتعاد عن الطموحات العسكرية، داعيةً إلى تركيز الجهود على تحقيق السلام والاستقرار.

مخاطر استمرار النزاع على السودان والمنطقة

مع استمرار الحرب، تتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث نزح أكثر من 12 مليون سوداني، مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها. وتزداد المخاوف من تفتيت البلاد، وهو ما دفع المنظمات الدولية إلى تكثيف الدعوات لوقف فوري للقتال.

يظل السودان في مفترق طرق، حيث تتصارع القوى المحلية والدولية على تحديد مستقبله. ومع تصاعد الضغوط الدبلوماسية، يبقى الأمل في أن تفضي هذه الجهود إلى وقف شامل للنزاع، وإعادة بناء دولة سودانية موحدة وقوية.

 

مقالات ذات صلة