هجوم واسع بالمسيرات على مروى: استهداف المطار والسد وتصعيد عسكري جديد بالسودان

كتبت: د. هيام الإبس

في ظل تصاعد الصراع في السودان، شهدت مدينة مروي شمال البلاد هجمات واسعة بالطائرات المسيّرة الانتحارية، مستهدفة منشآت حيوية، مما وضع قيادة الجيش أمام اختبار جديد.

تصعيد عسكري واستهداف منشآت حيوية

أكدت مصادر عسكرية أن مسيّرات انتحارية هاجمت فجر الجمعة مواقع استراتيجية في مروي، من بينها مقر الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش السوداني، ومطار مروي، وسد مروي، بالإضافة إلى محطة التوليد الكهربائي، مما أدى إلى اندلاع حرائق وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة.

وأفاد شهود عيان بأن الانفجارات العنيفة الناجمة عن الهجمات تسببت في حالة من الهلع بين السكان. وأصدرت الفرقة 19 مشاة بيانًا جاء فيه أن “قوات الدعم السريع استهدفت قيادة الفرقة 19 مشاة ومطار مروي والسد والمسُيرات تصدت لها المضادات الأرضية”، مشيرة إلى أن الهجوم استمر من الساعة الثانية والنصف صباحًا وحتى الخامسة فجرًا.

في المقابل، لم تعلّق قوات الدعم السريع على الهجوم.

تاريخ الهجمات بالطائرات المسيّرة على مروي

لم تكن هذه الهجمات الأولى من نوعها، فقد سبق أن استُهدِف سد مروي في 13 يناير الماضي، مما تسبب في اشتعال النيران بمحطات الكهرباء وانقطاع التيار عن أجزاء واسعة من السودان. كما تعرض مطار مروي لهجوم مماثل في أبريل الماضي، لكنه لم يسفر عن خسائر بشرية أو مادية.

وكان الجيش السوداني قد أعلن في وقت سابق عن رصد ثلاث طائرات استطلاع درونز تحلّق على ارتفاعات عالية باتجاه المدينة.

موقع وأهمية سد مروي

يعد سد مروي من أكبر المشاريع الكهرومائية في السودان، حيث يقع على نهر النيل في الولاية الشمالية، على بعد 350 كيلومترًا شمال الخرطوم، وقد تم الانتهاء من بنائه في 3 مارس 2009. يبلغ طول السد 9.2 كيلومترًا وارتفاعه 67 مترًا، وهو مصدر رئيسي للطاقة الكهربائية في البلاد.

مدينة مروي: الموقع والأهمية التاريخية

تقع مدينة مروي في شمال السودان، وتختلف عن مدينة مروي القديمة التي تحتوي على أهرامات البجراوية الشهيرة. ازدادت شهرة المدينة في الألفية الجديدة بعد إنشاء سد مروي. تُعرف بأنها نقطة التقاء بين القبائل السودانية المختلفة، وأهمها الشايقية، الرباطاب، الدناقلة، والمحس.

تطورات عسكرية في الخرطوم

في سياق آخر، شهدت العاصمة الخرطوم تصعيدًا عسكريًا جديدًا، حيث نفذ الجيش عمليات هجومية على مواقع قوات الدعم السريع في شارع الصحافة جنوب وسط الخرطوم، مما أسفر عن استعادة السيطرة على مناطق واسعة.

وأطلقت القوات المسلحة عمليات موسعة لاستعادة العاصمة، حيث تمكنت قواتها من تحقيق تقدم في أحياء الديوم، الامتداد، وأجزاء من السوق الشعبي، بالإضافة إلى السيطرة على مناطق أبو حمامة والسجانة.

مستقبل المعركة في الخرطوم

يرى الباحث في الشؤون الاستراتيجية، محمد عباس، أن الجيش وصل إلى ذروة عملياته العسكرية في الخرطوم والنيل الأبيض وشمال كردفان، مشيرًا إلى أن السيطرة الكاملة على العاصمة باتت وشيكة خلال الأسابيع المقبلة.

وأضاف أن التحدي الحقيقي يكمن في استعادة الخدمات الأساسية وتأمين الوضع الأمني لضمان عودة المواطنين إلى منازلهم.

تداعيات الحرب في السودان

منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، قُتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزح نحو 14 مليون سوداني، وفقًا للأمم المتحدة. فيما تشير دراسات أمريكية إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز 130 ألفًا.

وتستمر الدعوات الدولية لوقف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تهدد البلاد بالمجاعة والانهيار.