مؤسسات دولية للإغاثة تتهم الاحتلال الإسرائيلي باستخدام المساعدات الإنسانية كأداة حرب
كتب – وليد علي
أكدت مؤسسات دولية تعمل في مجال الإغاثة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم المساعدات الإنسانية كأداة حرب، حيث قررت منع إدخالها إلى قطاع غزة، مما يهدد بكارثة إنسانية.
حذر برنامج الأغذية العالمي من أن استمرار فرض القيود على دخول الإمدادات الغذائية سيؤدي إلى أزمة حادة في الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن المخزون المتوفر في غزة لا يكفي لفترة طويلة. وأكدت المتحدثة الإقليمية للبرنامج، عبير عطيفة، أن أكثر من 80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الإغاثية، بينما يعاني 1.2 مليون شخص من انعدام غذائي حاد.
وشددت على ضرورة إدخال شاحنات الغذاء والمستلزمات الأساسية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمخابز، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية.
إدانات دولية للقرار الإسرائيلي
أدانت منظمة أوكسفام قرار إسرائيل بإغلاق معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات، مؤكدة أن ذلك يمثل “عقابًا جماعيًا محظورًا بموجب القانون الإنساني الدولي”.
كما شددت منظمة أطباء بلا حدود على أن المساعدات الإنسانية “ليست أداة حرب”، وأن سكان غزة بحاجة ماسة وعاجلة إلى زيادة كبيرة في الإمدادات.
التداعيات الاقتصادية والاجتماعية
أدى منع إدخال المساعدات إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية، لا سيما مع حلول شهر رمضان، حيث ازداد الطلب على السلع الأساسية. ويعاني سكان غزة من شحّ الوقود، مما أدى إلى توقف العديد من المخابز والمستشفيات عن العمل، إضافة إلى تفاقم أزمة مياه الشرب بسبب تعطل محطات التحلية.
الموقف السياسي والتطورات الأخيرة
جاء القرار الإسرائيلي بمنع المساعدات بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي استمرت 42 يومًا. وعرقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، متذرعًا برفض حركة حماس مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لتمديد الهدنة لمدة 42 يومًا أخرى.
في المقابل، رفضت حماس هذه الخطة، مطالبةً بتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
المطالبات الدولية بوقف الكارثة
دعت المؤسسات الإنسانية المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لفتح المعابر فورًا والسماح بإدخال المساعدات دون قيود، محذرةً من أن الوضع في غزة وصل إلى حافة الانهيار الإنساني.
