
كتب: د. هيام الإبس
أطلقت منظمات حقوقية بارزة وعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي حملة مكثفة للضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب من أجل اتخاذ قرار حاسم بتصنيف مليشيا الدعم السريع في السودان كجماعة إرهابية. استندت هذه الدعوات إلى شهادات موثقة وأدلة دامغة قدمها ناشطون حقوقيون، تؤكد ارتكاب عناصر تابعة لقوات الدعم السريع فظائع ومجازر مروعة بحق المدنيين والأسرى خلال الحرب المستمرة في السودان.
الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع
وثق الناشطون الحقوقيون سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، والتي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. شملت هذه الانتهاكات عمليات قتل جماعي للمدنيين، إساءة معاملة الأسرى وتعذيبهم، بالإضافة إلى حملات اغتصاب واسعة النطاق طالت عشرات النساء والفتيات في المناطق المتضررة من الحرب. وتحديداً، تم الإشارة إلى الفظائع التي ارتكبت بحق سكان مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور.
ضغط الكونجرس الأمريكي على الإدارة الأمريكية
في هذا السياق، أكد عدد من النواب المؤثرين في الكونجرس الأمريكي دعمهم الكامل لهذه المطالب الحقوقية، مشددين على عزمهم إثارة هذه القضية بشكل جاد داخل أروقة الكونجرس. وأعلنوا عن استعدادهم لتقديم كافة الأدلة والمعلومات التي تدعم مطلبهم بتصنيف مليشيا الدعم السريع ككيان إرهابي دولي. وأكدوا أنهم لن يتوانوا عن ممارسة الضغوط اللازمة على إدارة الرئيس ترامب حتى تتخذ الإجراءات الضرورية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المروعة.
الآثار المحتملة لتصنيف الدعم السريع كجماعة إرهابية
يرى المراقبون أن تصنيف الولايات المتحدة لمليشيا الدعم السريع كجماعة إرهابية من شأنه أن يفرض عليها عقوبات دولية واسعة النطاق، ويحد من قدرتها على الحصول على التمويل والدعم الخارجي. كما يمكن أن يؤدي هذا التصنيف إلى تضييق الخناق على قادة المليشيا وملاحقتهم دولياً بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
اتفاق بين الدعم السريع والأمم المتحدة لتهجير سكان الفاشر
في تطور آخر، كشف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، عن مخطط خطير من قوات الدعم السريع لتهجير قسري للمواطنين في مدينة الفاشر ومعسكر زمزم. وقال مناوي إن قوات الدعم السريع تدير خطة تهجير تعتمد على تضليل السكان من خلال حركات مسلحة موالية لها. وأضاف أن الحركات الموالية حصلت على دعم لوجستي ومالي لتثبيت النازحين في مواقع محددة.
ووفقاً لمناوي، فإن هناك اتفاقاً مسبقاً بين قوات الدعم السريع والمنظمات الأممية لتسهيل عملية نقل المواطنين. ودعا مناوي النازحين في الفاشر وزمزم إلى عدم الانصياع لهذه الخطة التي وصفها بـ”المخطط الخبيث”، مشيراً إلى تجارب سابقة شملت قتل ونهب الأسر بكاملها.
المخاوف بشأن مصداقية عملية النقل
تثير تصريحات الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة السوداني، حول ضرورة تدخل الأمم المتحدة لنقل النازحين من معسكرات أبو شوك والفاشر، تساؤلات جدية حول مصداقية الجهات التي ستتولى عملية النقل. كما يعكس هذا النداء حالة من الشك حول النوايا الحقيقية وراء هذه الدعوات، في ظل الاتهامات بالتلاعب بمصير المدنيين في دارفور.
هجوم على مطار دنقلا
وفي سياق آخر، أفادت التقارير الصحفية بأن فرق الدفاع المدني تمكنت من السيطرة على حريق اندلع في مخزن وقود الطائرات بمطار دنقلا بعد تعرض المطار لهجوم يُعتقد أنه من قبل مليشيا الدعم السريع باستخدام طائرة مسيرة. وقد انتشرت معلومات متضاربة حول أسباب الحريق، حيث زعمت بعض المنشورات أن الحريق ناتج عن عطل فني في صهريج وقود بالقرب من المطار، بينما أكدت أخرى أن الهجوم كان هجومًا عسكريًا بواسطة طائرة مسيرة.
ويثير الهجوم على مطار دنقلا مخاوف بشأن تصعيد عسكري محتمل في المنطقة، حيث يُعتبر هذا المطار مرفقاً حيوياً يخدم الولاية الشمالية.