حديث الصمت … كلام بدون لسان
بقلم / عزه السيد
جلست بينهم يؤنسنى صمتهم ، أستمع لكلماتهم الغير منطوقة، ويقتلنى إشتياقى ليوم التلاقى ،يميز عقلى صوته بين الجميع،أسمع دقات قلبه الغير موجودة ، أتنفس رائحته الذكية التى لا وجود لها فى دنيانا ،يحدثنى بدون لسان، وأستمع إلية بدون أذان ، وأراه بعينى الغير مبصرة.
هل ما أسمعه حقيقة أم أمنيات يتمناها عقلى وقلبى ووجدانى، هل ما انطقه يخرج من فمى المغلق أم يخرج من بين ثنايا عقلى ليصل إليه دون وسيط.
أشعر بأنى غير موجودة ومتأكدة بأنه غير موجود ولكنى أسمعه ، فهل يستمع هو إلى صوتى وكلماتى ودعواتى وأمنياتى التى لا تقدر على الخروج من بين شفتاى.
لدى رغبة قوية فى إحتضانه ووضع رأسى على صدره أشتاق إلى الإحساس بملمس أنفاسة على وجهى، يقتلنى الحنين إلى ضماته لى وإلى يده وهى تربت على كتفى عند بكائى عليه بعد أن تركنى ورحل ، أعلم ان روحه تحيط بى الأن وترانى وتعلم مابداخلى دون أن أنطق
هل مايحرك الشجر الأن هى نسمات الرياح أم روحه التى تطوف حولى؟
هل هذا صوت الرياح أم دعواته لى بأن يحفظنى الله ويلهمنى الصبر على بعده عنى؟
يااااااااا الله على إشتياقى إليه ،يااااا الله على حنينى الذى يجذبنى لإحتضان قبره لأنه يحوى عظامه
كم أتمنى أن أجده أمامى الأن ليعنفنى كما كان يفعل عندما أخطأ ، ليردنى إلى طريق الصواب
كم اتمنى الأن أن أستمع له وهو يصحح لى أخطائى اللغوية وأنا اقرأ القران على روحه الطاهرة كما كان يفعل معى فى صغرى
يااااا الله على طعم المرار الذى يملأ جوفى وأنا ارى وألمس التراب الذى غطى ملامحه التى تملأ ذاكرتى وتجعل كل ما أراه الان هو وجهه وإبتسامته.
إبتسامته التى كانت تغيب ويحل محلها الألم والحزن وأحيانآ الدموع عندما يشعر بأى الم يلمس جسدى أو روحى
المح وسط كل هذا بريق عينية الذى إنطفأ بعد أن غادرت روحه جسده وصعدت إلى خالقها.
اللهم إجعل نقاء روحه وطهارة أنفاسه وعملة الطيب الذى يشهد الجميع بأنه ما كان إلا لرضائك ، و القرأن الذى كان يداوم على قرأته وتعليمه لنا مهما كان يتألم من المرض ليكن كل هذا شفيعآ له أن يكن من ساكنى الفردوس الأعلى ، اللهم طهر روحى لتتقابل مع روحه يوم الحشر العظيم.
رحمك الله يا أحن واعظم أب
رحمك الله يا أبى
