رحمة الله وسعت كل شئ

كتبت زينب الدراجينى

اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليك يا نبي الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إن الله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم وهو أرحم الراحمين ورحمته وسعت كل شيء، قال تعالى:( ورحمتي وسعت كل شيء) الأعراف/156.
تأكيد بأن الله لن يخذلك أبدا رغم كبر أخطائنا وتراكم أوجعنا وصعوبة مشاكلنا، إن الله بصير بكل ما يحصل لنا دائما ولكن إن الله معنا كيفما كان حالنا.
ودوما نتذكر أن الله يرسل لنا النور دائما مع كل عتمه مفاجئة تسكنا فيجب أن نكون متيقظين .
ألا إنها رحمة من الله علينا أنه يجعل من بعد كل ضيق فرج ومن كل حزن فرح .
في صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فيها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحس على ولدها ، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة) مسلم/6908.
ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أن حذرهم نفسه، لئلا يفتروا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به، من الشرك والمعاصي والتقصير ،كما قال سبحانه وتعالى{ ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد (30)}[آل عمران].
وتمام النعمة على العبد إنما هو بالهدى والرحمة، ولذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نسأله كل يوم وليلة مرات عديدة أن يهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم وهم أولو الهدى والرحمة وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم وهم ضد المرحومين، وطريق الضالين وهم ضد المهتدين.
فاللهم :{اهدنا الصراط المستقيم(6)صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين(7)} [الفاتحة:6،7].
ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بالإنسان أن خلقه في أحسن تقويم … وأكرمه بالدين… وزوده بالسمع والبصر والعقل… ولم يكله في الاهتداء إلى عقله وحده… ولا على الفطرة وحدها… ولا على كثرة مافي الأنفس والآفاق من دلائل الهدى، وموجبات الإيمان.
بل اقتضت رحمة العزيز الرحيم ألا يكل إلى العقل البشري تبعة الهدى والضلال إلا بعد الرسالة والبيان، ولم يكل إليه بعد البيان والاهتداء وضع منهج الحياة،إنما وكل إليه تطبيق منهج الحياة الذي قرره الله له، وأكرمه، به ثم ترك له ما وراء ذلك:{قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون(203){الأعراف(203)}.
واختم مقالي بدعاء اللهم امطر على قبور من كانوا لحياتنا حياة، واجمعنا بهم في دار لايفنى نعيمها.
اللهم أصلحني قبل الموت ، وارحمني عند الموت ،وأغفر لي بعد الموت.

Exit mobile version