4600 شخصية مرموقة في أوروبا يدعون ألمانيا لوقف دعمها إبادة غزة

أكثر من 150 ألف شهيد فلسطيني على طريق الحرية
كتب – محمد السيد راشد
أفصح موقع “موندويس” الأميركي عن رسالة مفتوحة كان قد بعث بها آلاف الأكاديميين والنشطاء والباحثين والقانونيين في دول أوروبية إلى السلطات الألمانية يطالبونها فيها بالكف عن دعم إبادة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
ولمح الموقع إلى أن ألمانيا ظلت منذ أكثر من عام تشارك في قتل الفلسطينيين وتجريدهم من إنسانيتهم من خلال تقديم الدعم السياسي والمالي والعسكري والقانوني لإسرائيل.وتحمل الرسالة 4600 توقيع من شخصيات مرموقة في المجالات الأكاديمية والبحثية والقانونية وحقوق الإنسان من دول مثل ألمانيا وبريطانيا وهولندا ولبنان وحتى إسرائيل، ولا تزال فرصة التوقيع عليها مفتوحة حتى الآن.
وصرح الموقعون في الرسالة عن قلقهم العميق لما يشاهدونه من “أقصى درجات الرعب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني”.
وذكروا : “إننا نشعر بالألم والغضب إزاء هذا الاستهتار الصارخ بالحياة، وهو استهتار تتوقع منا الحكومة الألمانية أن نقبله باعتباره أمرا ضروريا وطبيعيا”.
وأشاروا : “نحن الموقعين أدناه، نطالب الحكومة الألمانية بالوقوف بثبات إلى جانب العدالة والقانون الدولي، وممارسة الضغط على إسرائيل لوضع حد فوري لعمليات القتل والتشويه والتدمير التي تمارسها ضد الفلسطينيين، وإعادة تقييم شامل لموقفها وأنشطتها السياسية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مؤسسات الدولةالألمانية والأحزاب السياسية والسياسيين الألمان قد دعموا -في الغالب الأعم- الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي”.
وكان في الرسالة المفتوحة أيضا أن جرائم إسرائيل الفظيعة، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، موثقة بشكل جيد من قِبَل المنظمة الدولية المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الرئيسية.
ولكن محكمة العدل الدولية -يتابع موندويس- وجدت أن هناك خطرا حقيقيا ومباشرا يشي بأن أفعال إسرائيل في غزة قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، حيث قتل عشرات الآلاف، ولا يزال الكثيرون منهم مدفونين تحت الأنقاض، بينما يموت الكثيرون منهم بسبب انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وقال الموقعون إن إسرائيل عمدت إلى تجويع سكان قطاع غزة، وسوّت أحياء بأكملها بالأرض، ودمرت جميع البنى التحتية الحيوية، بما في ذلك إنتاج الغذاء والأنظمة الصحية والتعليمية، وشردت غالبيتهم العظمى إلى حيث لا مكان آمنا، لأن جيشها يقصف باستمرار حتى المناطق التي يصنفها آمنة.
وأشاروا إلى أن إسرائيل ظلت تفرض حصارا مطبقا على شمال غزة لجعل الحياة مستحيلة في ظل خطة واضحة لتهجير السكان الفلسطينيين بشكل دائم.
وفي الضفة الغربية، صعّد المستوطنون الإسرائيليون هجماتهم، وغالبا ما كانت تتم تحت حماية الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى تدمير الأراضي والممتلكات الفلسطينية.
وطالبت الرسالة الحكومة الألمانية بالقيام بدورها من خلال اتخاذ إجراءات فورية في ضوء التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في يناير ومارس ومايو من عام 2024، واحترام الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي أعلن عدم شرعية احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
ومضى الموقعون على الرسالة إلى القول إن ألمانيا -بصفتها من الدول الموقعة على اتفاقية المنظمة الدولية المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها وعلى نظام روما الأساسي– عليها التزام تاريخي وأخلاقي وقانوني وسياسي بعدم ارتكاب الجرائم الفظيعة التي تحظرها هاتان المعاهدتان.
ويشدد موقع موندويس نقلا عن الموقعين على مطالبة ألمانيا “بالوقف الفعلي والفوري لتواطئها في الجرائم الفظيعة التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين”.
أكثر من 150 ألف شهيد فلسطيني على طريق الحرية
قدّم الفلسطينيون نحو 150 ألف شهيد ومئات آلاف الجرحى، فيما خاض نحو مليون فلسطيني تجربة الاعتقال منذ النكبة عام 1948.ويحيي الفلسطينيون في 7 يناير/كانون الثاني من كل سنة “يوم الشهيد الفلسطيني”، حيث اعتُمد هذا اليوم عام 1969، بعد 4 أعوام على أول شهيد في الثورة الفلسطينية المسلحة، وهو الشهيد أحمد موسى سلامة من حركة “فتح”، الذي صادف الأول من يناير/كانون الثاني 1965.وتُعد حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة الأكثر دموية في تاريخ الصراع مع الاحتلال، يضاف إليها الحروب المتعاقبة في العقدين الأخيرين، إضافة إلى شهداء النكبة عام 1948 والبالغ عددهم نحو 15 ألف شهيد.ووفق وزارة الصحة في غزة ارتفعت الثلاثاء حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45 ألفا و885 شهيدا وآلاف المفقودين و109 آلاف و196 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023، يضاف إليهم 843 شهيدا في الضفة الغربية وفق وزارة الصحة في رام الله.ومن جهتها، تفيد معطيات الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء إلى احتجاز جثامين 198 شهيدا خلال 2024 ممن وثقت بياناتهم، مشيرة إلى ارتفاع عدد الجثامين المحتجزة إلى 642 منذ 1967، ليس بينهم الشهداء في قطاع غزة “حيث لا تتوفر معلومات دقيقة حول عددهم”.وفي تقرير له حول أوضاع سكان فلسطين نهاية 2024، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إن عدد سكان قطاع غزة انخفض بمقدار 6% مع نهاية عام 2024.وأشار إلى أن “عدد الشعب الفلسطيني يبلغ حوالي 15 مليون فلسطيني، يعيش منهم حاليا 5.5 ملايين فلسطيني في دولة فلسطين (الضفة وغزة وشرقي القدس) حتى نهاية عام 2024”.
وقدر جهاز الإحصاء أواسط 2023 عدد شهداء فلسطين منذ النكبة بنحو 100 ألف شهيد.
فيما يلي استعراض لأبرز المحطات والسنوات والحروب التي ارتقى فيها شهداء، وفق مصادر رسمية منها مركز المعلومات الوطني الفلسطيني:
– النكبة (1948): 15 ألف شهيد.
– النكسة (1967): بين 15 و25 ألف شهيد فلسطيني وعربي.
– انتفاضة الحجارة (1987-1991): 1550 شهيدا.
– انتفاضة الأقصى (2000-2004): 4460 شهيدا.
– معركة الفرقان (2008-2009): 1430 شهيدا.
– معركة حجارة السجيل (2012): 180 شهيدا.
معركة العصف المأكول (2014): 2300 شهيد.
– معركة سيف القدس (2021): 250 شهيدا.
– معركة طوفان الأقصى منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن: 45 ألفا و885 شهيدا.
ويضاف إليهم آلاف الشهداء في الضفة الغربية منذ انتفاضة الأقصى وحتى اليوم.