كتبت: د. هيام الإبس
تشهد تشاد أزمة إنسانية كبرى جراء الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد مؤخراً، حيث تسببت في فيضانات مدمرة اجتاحت 23 مقاطعة، مخلفة خسائر بشرية ومادية جسيمة.
خسائر بشرية ومادية.. أرقام مثيرة للقلق
لقي أكثر من 500 شخص مصرعهم جراء الفيضانات، في حين أن آلاف العائلات فقدت منازلها بعد أن جرفت الأمواج بيوتها. كما تم تدمير أكثر من 400 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، مما يعرض الأمن الغذائي في تشاد لخطر كبير، حيث يؤثر الجوع على أكثر من 3.4 مليون شخص.
أزمات إنسانية
تعرضت البنية التحتية في البلاد لشلل تام، حيث غمرت المياه الطرق والجسور، مما صعّب الوصول إلى المناطق المتضررة، خاصة على فرق الإغاثة. النساء الحوامل يواجهن تحديات خاصة، إذ يجدن أنفسهن في مخيمات مؤقتة تفتقر إلى الرعاية الصحية الأساسية. استجابةً لهذه الأزمة، تم نشر 248 قابلة لتقديم الرعاية في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى توزيع مجموعات النظافة الأساسية على 12 ألف امرأة وفتاة.
تداعيات التغيرات المناخية
تشهد تشاد فيضانات سنوية، ولكن حجم الكارثة هذا العام أكبر بكثير، حيث بدأت الأمطار الغزيرة منذ أغسطس الماضي وأسفرت عن نزوح واسع النطاق، مما يزيد من الاحتياجات الإنسانية التي تفوق بشكل كبير الاستجابة الحالية.
التغيرات المناخية والاحتباس الحراري
يشير الخبراء إلى أن ظاهرة التغير المناخي لها تأثير مباشر على زيادة هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات، مما يؤدي إلى كوارث بيئية خطيرة مثل الجفاف، التصحر، وحرائق الغابات. ووفقاً لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، تضاعف عدد الكوارث منذ عام 2000، ومن المتوقع زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعّالة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.