بقلم ا.د/ نادية حجازي نعمان
تحدثنا فى المقال السابق عن خمسة أمور لعلاج ضعف الإيمان واستكمالا لعلاج ضعف الإيمان :
6- الإكثار من الأعمال الصالحة وملء الوقت بها وهذا من أقوى أسباب علاج ضعف الإيمان ….من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل.
وضرب الصديق رضى الله عنه مثلا عظيما فى العبادات لما سأل الرسول أصحابه يوما”من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر أنا ، قال الرسول ، فمن عاد منكم اليوم مريضاً، قال أبو بكر أنا، فقال الرسول ما اجتمعن فى رجل إلا دخل الجنة”
وكان سؤال الرسول مفاجئ وهذا يعنى أن أيام أبو بكر حافلة بالطاعات
والإمام عبد الرحمن بن مهدى قال فى حماد بن سلمه ” لو قيل لحماد بن سلمه إنك تموت غدا ماقدر أن يزيد فى العمل شيئاً”
وتحت رقم 6 أى فى مسألة الإكثار من الأعمال الصالحة يجب مراعاة بعض الأمور منها:
– المسارعة فيها، والله يقول : سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض”
والله امتدح زكريا وأهله فقال : إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباً ورهبا وكانوا لنا خاشعين”
– الاستمرار عليها ، حديث قدسى يقول الله “ومايزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه” ما يزال تفيد استمرارية التقرب بالنوافل
وفى مرة سئل الرسول عن أى الأعمال أحب إلى الله فقال ” أدومها وإن قل” وهذا يفيد أن الاستمرارية مطلوبة
– الاجتهاد فى العبادة أى اتقانها وتأديتها بصورة مرضية ويمكن فى هذه النقطة محاولة الاقتداء بالسلف فلو عرفنا أن منهم من يختم كل يوم سبع القرآن ، ومنهم من تمر عليه السنين لاتفوته تكبيرة الإحرام مع الإمام فى الجماعة
– عدم املال النفس: وليس المقصود بالمداومة على العبادة والاجتهاد فيها ايقاع النفس فى الملل وإنما المقصود فقط عدم الانقطاع عن العبادة
وفى هذا الصدد يذكر أن الرسول دخل فإذا بحبل من ود بين ساريتين فقال ماهذا الحبل فقالوا لزينب إذا فترت فى الصلاة تعلقت فقال النبى لا، حله ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد”
– استدراك مافات من الأعمال الصالحة
عن عمر بن الخطاب أحد النبى قال : من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه بين صلاة الفجر والظهر كتب له كأنما قرأه من الليل”
وكان الرسول يعتكف العشر الأواخر من رمضان وفاته الاعتكاف مرة لسفر، فاعتكف العام الذى يليه عشرين يوما.