الصراط المستقيماحدث الاخبار

قبح الله فرعون وجنوده ..كانوا جبابرة أغبياء

بقلم الدكتور /محمد النجار

عندما تتأمل سير الظالمين على مدار التاريخ ، نجد تأثيرهم سلبيا رغم ما أتاحه الله لهم من امكانيات وثروات وكل وسائل القوة التي كانت تمكنهم من تعمير الأرض.. ونشر الخير ..واجتذاب شعوبهم اليهم.. وتركهم سيرة عطرة يذكرها لهم التاريخ ، إلا أن هؤلاء الجبابرة اغتروا بما استولوا عليه من خيرات شعوبهم وثروات وطنهم ، واستعانوا بأكثر الأعوان غباء كمستشارين لهم ، وبدلا من ان ينصحوهم بصدق وينقذوهم من غباءهم وضلالهم، ضللوهم وزينوا لهم الباطل أو على الأقل سكتوا عن نصحهم وارشادهم الى الحق ، واشتركوا معهم في نهب ثروات البلاد وقمع العباد دون الخوف من الله والعقاب ، وانظر ماذا قال فرعون:
((وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي ، فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ))!!
فهل هناك غباء أشد من طلب فرعون بناء مبنى يصعد عليه الى السماء لمعرفة إله موسى ؟؟
فلو كانت بطانته صالحة لتوقفت عند هذا الغباء الواضح الصريح ،ولكانت تحدثت معه في استحالة صعوده الى السماء .. ولكانت انقذته من ضلاله وكفره وفساده .. لكنهم سكتوا خوفا منهم على مصالحهم الشخصية ، وخوفا من جبروته؟ فماذا كانت النتيجة؟

((وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِين)) سورة القصص 39 – 42
وعندما وصل فرعون الى قمة الفساد الذي ظن انه لن يقدر عليه أحد لكثرة جنوده ومستشاريه وقمعه لشعبه وعدم سماعه لنداء العقل والإيمان ..فجاءت النتيجة الحتمية التي رأيناها تتحقق في كل الجبابرة والظالمين عبر الزمان .. فكان الهلاك والتدمير لفرعون وجنوده ومستشاريه وكل أعوانه واللعنة لهم جميعا في الدنيا ، ولعذاب الاخرة أشد .
وقد جعله الله عبرة لكل الجبابرة والطغاة والظالمين عبر الزمان لعلهم الى عقولهم ودينهم يرشدون
فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية “
قبح الله فرعون وجنوده ومستشاريه.. وقبح الله سيرتهم التي وصفها الله :
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِين” ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.