أراء وقراءات

خواطر عمو يوسف ( 27 ) لا تضيعوا أعماركم فيما لا يفيد

أحبابي ..

انتشر  فيديو مهم على وسائل التواصل الإجتماعي  يحمل عنوان (اقتصاد التشتت) والذي أراه مهما لكل إنسان معاصر على هذا الكوكب يتحدث هذا الرجل الحكيم عن مشكلة نعانيها كلنا أو معظمنا ولا ننتبه إلى خطورتها المهلكة، وهي مشكلة أعمارنا التي تضيع في التصفح العشوائي للإنترنت، أو في متابعة أخبار العالم والقنوات الفضائية بغثها وثمينها هنا وهناك ونحو ذلك من الأمور والتفاصيل التي قد تبدو في ظاهرها مهمة لكنها في حقيقتها لا تهمنا بشكل مباشر، وبالتالي تتسبب في تشتيت أفكارنا وضياع أوقاتنا وأعمارنا فيما لا يفيد.

وهو يشبه هذه المشكلة بمشكلة السمنة فيقول أنه نظرا للحياة الصعبة التي كان يحياها الإنسان الأول الذي كان يبذل جهدا عقليا وبدنيا كبيرا للحصول على طعامه، فإنه كان يفرط في تناول الطعام الذي يحصل عليه بشق الأنفس ليخزنه في جسمه في شكل دهون وعضلات يستخدمهما عند الحاجة حينما ينضب الطعام من حوله. وإذا كان هذا السلوك من الإنسان الأول له ما يبرره، فليس للإنسان المعاصر أي مبرر لكي يستمر في نفس السلوك مع توفر الطعام الآن بكثرة وبمجهود أقل. وبالتالي كان طبيعيا أن يؤدي هذا السلوك غير المبرر الآن إلى إصابة الإنسان المعاصر بالتخمة والسمنة المفرطة بأضرارها ومشاكلها الصحية العديدة.

ويرى هذا المفكر أن السبب في مشكلة التشتت المعرفي هذه يرجع إلى نشوء اقتصاد الوفرة في العصر الحديث والذي كانت إحدى مجالاته الثورة الزراعية، والذي أدى إلى أن الوقت الذي أصبح يقضيه الإنسان المعاصر لتوفير احتياجاته الحياتية الأساسية أقل بكثير مما كان يقضيه أسلافه في العصور السابقة، فتوفر لديه الكثير من الوقت الذي لم يتوفر لأسلافه، ولكن للأسف لم يقض الإنسان المعاصر جزءا كبيرا من هذا الوقت في شيء مفيد، وإنما قضاه في تشتت معرفي بلا هدف مما تسبب في نشوء ما يمكن أن نطلق عليه اسم اقتصاد التشتت الذي كان من مكوناته أشياء غير مفيدة مثل ألعاب الكومبيوتر Computer Games.ونحوها.

وبناء على ذلك أعلن هذا المفكر في هذا الفيديو أنه قرر اتباع نظام معرفي محدود المعلومات (كالنظام الغذائي المحدود السعرات). وعزم على ألا يتصفح بعد الآن الإنترنت تصفحا عشوائيا كيفما اتفق، وأنه لن يدخل إلا على المواقع التي تتعلق بعمله أو حياته بشكل مباشر، وأنه لن يتابع من الأخبار إلا مايهمه بشكل مباشر أيضا وفي اضيق الحدود. كما أعلن أن ما سيتوفر له من وقت سيقضيه في شيء مفيد أو حتى في الاسترخاء وإراحة عقله بالابتعاد عن كل ما يشتته ويرهقه فقد يتسبب ذلك في أن يبدع عقله أشياء جديدة. ثم دعانا صاحب هذا الفيديو أن نحذو حذوه. فما رايكم؟

هذا تلخيص سريع لمضمون هذا الفيديو الذي أراه مفيدا لمعظمنا لأنه يوقظنا من غفلة تضيع فيها أعمارنا وطاقتنا فيما لا يفيد.

لقد ذكرني هذا الفيديو بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” ومعنى الحديث كما يقول المفسرون باختصار هو تحذير الرسول من أن كثيرا من الناس تضيع صحتهم وتضيع أوقاتهم وأعمارهم فيما لا يفيد.

صدقت يا رسول الله صلى الله عليك وسلم

مع تحياتي

بقلم :يوسف عبد النعيم
عضو الجمعية العلمية المصرية للمورينجا
ومؤسس جروب مورينجا وبس وصفحة مورينجا علشانك
وصفحة English Today لتعلم الإنجليزية
للتواصل: 01008329961

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.