رأيتها وقد أذهلنى ما رأيت فى عيونها من لوعة وألم ، بدت لى عيونها هائمة ، حائرة ، وجلة ، وعلمت ان النوم لم يزرها تلك الليلة ، فسألتها اخبرينى مابك ،اراك على غير طبيعتك التى إعتدتها؟ وبعد محاولات استطعت ان أخرج الكلمات من داخلها فقالت: إستيقظت من غفوتى على ألم نفسى رهيب يعتصر قلبى كما اختطف متعة النوم من جفونى ووجدتنى أرفض كل شئ ، كل حديث كل لقاء كل أمل كل عمل ، رغبت فقط ان أستكين دون حراك كأنى قطعة من الزمن أبت ان تتحرك ، فقلبى يتألم ويشعر بقرب مفارقة الحياة . فقلت لها : إصبرى وقومى فلا دخل للمشاعر وألام القلب بالعمل والحياة. فردت علي من فورها: كيف؟ كيف وحالة القلب والمشاعر تتحكم لا اراديآ فى كل ما نفعل ، ألا تعلمى ان الدم الممزوح برحيق الحب ومتعة العاطفة يكن سريانه فى الجسد مثل السحر الذى يعطى لكل شئ ألون الحياة ، ويكن مليئ بكل طاقة الأمل الايجابية
وسألتنى فجأة: هل يمكن للزهرة ان تعطى ريحقآ دون ان نرويها ونراعيها ؟….. هل يمكن للشجرة ان تعطى الثمار دون ان ترى ضوء الشمس وحرارتها ؟…….هل يمكن للأرض ان تزدهر دون ان نرويها ؟ انا مثل كل هذا فالقلب والفؤاد هو وسيلة الرى لى وهو هو هو بعطأه اللا متناهى مصدر الرى الأساسى لعقلى وقلبى.
نعم اعلم انه موجود لكن قطرات الندى المشبعة بحبه لا تصلنى لن تروينى لأني اشعرإنه يبتعد عنى ، لقد تم بناء سد يحجب عنى مصدر النشاط والكد ،فكيف تطلبى منى أن أتناسى كل هذا وأعيش كما كنت….لا لا لا سبيل، أعلم ان كلماتى تلك لا جدوى لها ولكنى أرد عليكى لأؤكد أن كل شئ يرتبط بالعاطفة ، الطفل يلهو ويمرح بمداعابتنا له والقلب يحيا بوجوده به والنفس ترضى وتتقدم فى حماسة بفيض حبه لى وعطاءه الذى لم ارى له مثيل والشمس تنير حياتنا وتبعث الدفء فى نفوسنا عندما نفتح لها الأبواب فكيف نطلب دفء الشمس وقد عزلنا أنفسنا وأرواحنا عن شعاعها هل سمعتى يومآ عن نحلة إستطاعت أن تنتج العسل دون ان تمتص الرحيق؟ أعلم انه موجود ويحيط بى من كل إتجاه ويحمينى بحبة ويلازمنى طيفه فى كل مكان وبشجعنى على الحياة ولكن كل هذا من وراء سد وياااااله من سد.