يجب وضع ضمانات قوية لحماية ومكافأة كاشفي الفساد وشهوده
بقلم / حسان أبو جازية
تحدثنا في مقالات سابقة عن أنواع الفساد ومظاهره وأشكاله، وتحدثنا عن الفاسدين وتلونهم وأخطرهم الذين يلبسون ثوب الطهارة وهم منها ابعد مايكون .ونستكمل اليوم أعزائي وقراء جريدة (وضوح ) الاخبارية عن كيفية كشف المسئول الفاسد بالمؤسسات ومحاسبتهم .
يعتمد المسؤل الفاسد علي التنظير ، ودائما يسعي للبريق والشهرة ، ويهتم برفع الشعارات ويتظاهر بالمثالية وهو منها بعيد. يعمل علي محاربة الكفاءات وخنق القدرات وحبس الطاقات والابداعات . ويقوم بنهب الخبرات وسلب المقدرات والسطو علي الاعتمادات . حكيم في الهبش رائع في الهدر محتال في القنص . محنك في التجاوزات يهمل الخطط ويتلاعب بالانظمة يوضع لوائح وقوانين ومواد لصالحة هو وشلته ، لا يهدأ له بال ولن يرتاح له حال حتي يمليء بطنة بالمال الحرام.
ويتفنن المسئول الفاسد في السيطرة علي المرؤوسين وتكميم افواهم وتوجية تحركاتهم لمصالحة الشخصية، يعطيك مرادك ويحقق لك ماتتمناة اذا كنت تطيعه وترضخ لقوله والسير علي منهجه وتنقاد لمطامعه.
المسؤل الفاسد يتسبب في تلوث الاجواء وخلخلة الاستقرار وضعف الانتماء في المؤسسة كما هو موجود في كثير من العاملين في المؤسسات والشركات الكبري في مصر لان المسئول الفاسد
المسؤل الفاسد دائما يكون وراء كل انحدار وخلف كل انحطاط وسبب التخلف والضياع في المؤسسة لان لدية كفاءة في موت الابداع وانحسار النشاط وتواضع الاداء
تلك أهم صفات وتصرفات المسئول الفاسد ، وغالبا ما يكونين معروفين لدى الدوائر الفاسدة المقربة منهم داخل المؤسسة وفي الدوائر الفاسدة في المؤسسات الاخرى . ويعرفهم ايضا بعض الشرفاء الذين يبادرون بالابلاغ عنهم وعادة ما يخطون الخطوة الاولى بالتسريب لوسائل الاعلام ، ثم الابلاغ عنهم للجهات الرقابية التي غالبا ما تتحرك بحسب خطورة المعلومات وطبيعتها .
وتتباين الافكار حول كشف الفساد للعامة ، ففي كثير من الاحيان يتم النظر الي كاشفي الفساد علي انهم اشخاص يضحون بانفسهم لاحل الصالح العام . بينما يراهم الفسادون في المؤسسة او الشركة علي انهم اشخاص خونة او مارقون يسعون للمجد والشهرة
وهناك اعداد كثيرة يفكرون في كشف الفساد ولكنهم يتراجعون عن الإبلاغ خوفا من تغرضهم للانتقام والاذي وتلفيق التهم لهم بغير حق ، وفصلهم تعسفيا من المؤسسة او الشركة بتدبير مخالفة ادارية او ماليةن ويمكن تصل الي تلفيق جرائم لسجنهم .ولو تم البحث داخل بعض المؤسسات والشركات الحكومية سوف ترى الحالة المتردية للشرفاء كاشفي الفساد الفاسدين وكيف تم الانتقام منهم بطريقة وحشية ومؤسفة حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
اصبح اضطهاد كاشفي الفساد او من لديهم معلومات عن التجاوزات والفساد وفاعليها مشكلة خطيرة جدا. وهناك اكاديميون ورجال أعمال واعلاميون وموظفون داخل مطابخ صنع سياسات الشركات سواء حالين او سابقين يتلقون تهديدات بالانتقام .
ومن هنا ندعو لوضع ضمانات قانونية صارمة ليس فقط لحماية كاشفي الفساد والشهود ، بل ومكافأتهم بالترقيات الوظيفية والحوافر المالية. حينها فقط سيتم الابلاغ عن كل الفاسدين ومحاسبتهم ، وسوف نرى مكافحة الفسادسريعا اصلاحا في كافة المجالات وتحسنا في أحوال كل الفئات وتعود بلدنا مصر لدور الريادة من جديد.
ونلتقي أعزائي القراء في سلسلة مقالات اخري نتعرض فيها للسلبيات داخل مجتمعنا المصري بهدف الكشف عنها للتخلص منها .