العملات المصرية تؤرخ للحضارة والفن المعماري المصري
طالب بالهندسة يظهر جمال العملات المصرية بتحويلها لرسوم ثلاثية الأبعاد
كتبت : هدير عبد المنعم
جميعنا نتعامل بالعملات المصرية ،ولكن هل فكرت يوماً عزيزي القارئ أن تمعن النظر في النصف جنيه قبل أن تمنحه لسائق الميكروباص تجنبا لشجار معه بسبب “الفكة” ؟ هل جاء في ذهنك أن هذا الورق المسمى نقودا يحمل تاريخا وحضارة تحتاج فقط لمسة حتى يتضح جمالها وتنبض بالحياة ؟ وهذه اللمسة جاءت من عمرو إبراهيم موسى الطالب بالسنة الأخيرة بكلية الهندسة بجامعة اكتوبر للعلوم الحديثة والآداب ،عندما نشر على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ،صورا للعملات المصرية بعد أن قام بتحويل المعالم المرسومة عليها إلى أشكال ثلاثية الأبعاد،فظهر أن النقود تحمل أماكن ومعالم تاريخية عظيمة ،ولنفهم أكثر قررنا إجراء حوار معه ونسمع منه.
بداية الفكرة
كل شيء جميل كان في البداية مجرد فكرة ،فقال عمرو عند سؤاله عن بداية الفكرة،أنها لمعت في رأسه أثناء حضوره دورة تدريبية بجامعة شتوتغارت بألمانيا بصحبة مجموعة طلاب من دول مختلفة،وأضاف إن العملة المصرية أعجبت الطلاب جدا ،وتقريبا أخذوا كل النقود المصرية التي كانت معه ،وتابع أن إعجابهم الشديد بالنقود هو ما جعله ينتبه لتصميم العملات ،ويتساءل هل هي فعلا جميلة ؟ ،وأكمل إنه بعدها قرر تنفيذ مشروع يوضح جمال هذا التصميم .
وأوضح عمرو عند سؤاله عن معرفته بالمعالم الموجودة على النقود،إنه يدرس هندسة العمارة والتاريخ المعماري المصري جزء أساسي من دراسته ،لذا لم يكن من الصعب عليه معرفة القيمة الفنية لكل ما هو مرسوم على الورق.
وعن المدة التي استغرقها في تنفيذ المشروع والبرامج المستخدمة،قال أنه استغرق 4 أيام، وأضاف إن الأربع أيام مقسمين إلى يوم للبحث وجمع المعلومات ،ويوم لتجهيز صور الأوراق النقدية وقص الرسومات على برامج ثنائية الأبعاد مثل Photoshop و illustrator ، ويوم لتحويل العملات الورقية لعمل ثلاثي الأبعاد على برنامج 3Ds Max و Vray ، أما أخر يوم فكان لعمل الفيديو ،وإنهاء الرسومات التوضيحية على البرامج ثنائية الأبعاد السابق ذكرها.
أصعب المراحل
وعن أصعب مرحلة في المشروع ،قال إن أطول جزء في التنفيذ كان مرحلة الانتقال من صور ثنائية الأبعاد إلى صور ثلاثية الأبعاد،أيضا أخذ الصور بمنظور معين لكل ورقة نقدية كانت عملية طويلة إلى حد ما.
وبسؤاله عن ردود أفعال الناس ،أوضح أن ردود الأفعال إيجابية،والكثيرون أخبروه أنهم لم يفكروا في جمال تصميم العملات من قبل ،وأضاف إن من أكثر التعليقات التي أعجبته هي فكرة استخدام المشروع في الترويج للسياحة بشكل أو بآخر.
الوعي الثقافي
وعن هدفه من المشروع ،قال أنه يعتقد أن الكثير من الناس في مصر تفتقد لمعرفة الثقافة المعمارية والفنية،وتصميم الجرافيك فرصة لزيادة الوعي الفني ،وبالتأكيد سيكون هذا المشروع بداية لمشاريع كثيرة في نفس الاتجاه.
وبسؤاله عن مشاريعه القادمة ،أجاب إن شغفه بشكل عام هو العمارة،وأيضا التصميم بأنواعه،وهدفه الفترة القادمة هو المشاركة في زيادة الوعي الثقافي والفني عن طريق التصميم،وأضاف أنه حاليا يركز على مشروع تخرجه،ولكن بعد مشروع العملات ،من الممكن أن يعمل على مشاريع معرفية أخرى .