الأستاذة الدكتورة وزيرة الصحة… إرحمينا والنبي وبلاش موضوع التسول اللي بيتعمل في الميادين ده… أقصد(عربات التبرع بالدم) والتى أصبحت أكثر من عربات الكبده واللحوم المجمدة وخطوط الهاتف، افتكر ان الدم له حرمة ومينفعش الإهمال والإستهتار بحياة الناس كده، وكله على عينك ياتاجر والشخص اللي مش عارفه ماهيته إيه اللي واقف أمام العربيه يلم الزبائن والله بيفكروني بالبائعين اللي ما يصدقو يشوفو زبون ويلزقو فيه وهات يازن.
ودي تجربتي الشخصية مع متسولي الدماء بإسم التبرع بالدم بنتي عندها 19 سنه راجعه من الجامعة من يومين وصلت ميدان الحصري بمدينة السادس من أكتوبر، شافها واحد من متسولي الدماء في عربات التبرع بالدم لزق فيها مثل الذبابة وفضل يكلمها ويحنن قلبها على أطفال السرطان والخير اللي هتعمله لو اتبرعت لهم بالدم، قالتله إنها عندها انيميا ودي حقيقة، قالها هنحللك وعملها التحليل وقالها مفيش حاجه، المهم اخد منها الدم واداها علبة عصير”بجد كتر خيره” بنتي مشيت وبعد مترين وقعت مغمى عليها فوقوها ولاد الحلال كام متر كمان ووقعت تاني وبرضو فوقوها ولاد الحلال. رجعت بنتي البيت مش قادرة تحرك دراعها والهبوط لافف عليها، ودراعها ازرق من تحت مكان الحقنه. وكل يوم دراعها يورم ومش بتحركه لأنه بيؤلمها والزرقان بيزيد لدرجة انه قرب يوصل لكتفها، اخدت البنت وروحت كشفت عليها الدكتور لما شاف دراعها رفض يكتب علاج وطلب اشعه على الأوردة وتحاليل ياما معرفش ليه (سيولة وترسيب وفيرس سي وبروتين) وحاجات معرفهاش وقالي لازم اشوف التحاليل دي الأول وبعدين اشخص الحالة واكتب العلاج لأني شاكك إن في ميكروب أو فيروس في الدم أو في الأوردة وأديني دايخة معاها في التحاليل والأشعة على الأوردة وربنا يستر. يااااا معالي الوزيرة بالله عليكي إهتمي بالأرواح شويه راعو ربنا شوية، المفروض التبرع بالدم ده اختياري مش بالزن ومحاولة إثارة مشاعر الناس، ولازم يكون في أماكن مخصصة مجهزة معقمة واللي يقوم بيها دكتور متخصص عارف بيعمل ايه مش البنت يكون عندها انيميا وضعف يضحك عليها ويقولها انتي زي الفل وكأنهم بياخدو عمولة على كل زبون. كمان لازم لما اتبرع بدمي اكون مطمنة واخد تقرير معتمد فيه اسم المكان اللي تم فيه التبرع واسم الدكتور والتاريخ والكمية والفصيلة وتقرير بعدم وجود أمراض تمنع التبرع وياريت بالتقرير ده يساعدني لو حد من اهلي احتاج للدم أعرف اجيبه إزاي ومنين. وطبعاً لاقدر الله لو اتضح بعد الأشعة والتحاليل أن السبب في اللي فيه بنتي ده تبرعها بالدم في الشارع في (عربات الكبده)…… قصدي (عربات التبرع بالدم) مش هنعرف نثبت حاجه وهينكرو اصلآ انهم شافوها أو أنها اتبرعت عندهم اصلهم ياوزيرة مالهمش ضابط ولا حد يقدر يمسك عليهم حاجه، زي البياع اللي في الشارع اللي بتشتريه منه مفقود ولنا الله يا وزيرة سيقتص الله من كل مقصر في أداء واجبه