ساعة البشير الأخيرة : الدكتاتور يأمر بقتل ملايين المتظاهرين إستنادا لفتوى دينية

 من هو الشيخ الذي أباح للبشير بقتل ثلث شعبه ؟

بقلم / الدكتور محمد النجار

لم يتخيل عقلي اننا في القرن الواحد والعشرين وأن حاكما مثل عمر البشير (وفي عمره السبعين)يتصور ان دينه يبيح له قتل وإبادة 30% من شعبه في سبيل استمراره على كرسي الحكم اكثر من (30) سنة .
وربما قارئ مقالي هذا أيضا لا يتصور أن ما اكتبه الآن حقيقة وإنما خيال ، لكن هذا ما صرح به الصحفي السوداني عثمان ميرغني (رئيس تحرير صحيفة التيار) أمام تجمع المتظاهرين ، عما اخبره به قادة المجلس العسكري بأن البشير قال لهم قبل صدور قرار عزله بيوم ، قال لهم “بالحرف الواحد”:

(طبعا كلكم تعلمون أننا نتبع المذهب المالكي، وهذا المذهب يتيح للرئيس أن يقتل 30% من شعبه، بل هناك من هم أكثر تشددًا، يقولون بقتل50%).

اختتم بقوله:
(قدامكم 48 ساعة ما عايز أي زول (شخص) قدام القيادة)

وكانت هذه هي اللحظة الحاسمة التي قرر فيها قادة المجلس العسكري بأنه يجب ان يسقط البشير فعلا .

لقد بلغ عمر البشير سن (75) عام ، كانت مفترض أنها كفيلة ان تلهمه الحكمة والرحمة بشكل عام ، وحكم السودان (30) سنة ، وهي أطول فترة حكم في تاريخ السودان الحديث لم يبلغها أي حاكم قبله ، وكانت كفيلة ايضا ان يكون قد اكتفى بكل ماحصل عليه هو وحزبه وزمرته من نهب لأموال الشعب السوداني وفساد بلغ ذروته عندما لم يجد الشعب السوداني رغيف الخبز وهو أقل القليل لأي شعب لايملك أي ثروات ، فكيف للسودان الذي يُفترض أنه سلة غذاء العالم العربي كله . لكن ليس مستغربا من امثال عمر البشير الذي أضاع نصف السودان الجنوبي ، وانتشرت الحروب في اجزاء السودان الباقية مثل دارفور وغيرها كنذير لتقسيم السودان الى كانتونات . كما رأينا ايضا مليشيات النظام بعيدا عن الجيش والشرطة ومعهم الاسلحة تقتل المتظاهرين .
فهل بمستغرب بعد هذا كله أن يخرج مقتنعا بضرورة قتل 30% أو 50% من شعبه في سبيل بقاءه في السلطة!!
و السؤال : مَنْ الذي أفتى له بهذه الفتوى ؟؟ بقتل 30% على الاقل من الشعب السوداني ؟؟

ورد في جريدة المدينة بتاريخ الاحد 28-04-2019 م تحت عنوان : رئيس هيئة علماء السودان قال : نائبي أفتى للبشير بقتل المتظاهرين .
فقد كشف الشيخ محمدعثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان ، أن الشيخ عبدالحي يوسف هو من أفتى للمخلوع البشير بأن الامام مالك أجاز قتل ثلث الشعب . وقالت مصادر : ان الشيخ عبدالحي يوسف اصر على صحة الفتوى ، داعيا البشير المحاولة مع المتظاهرين بالحسنى ، وإلا طبق عليهم حكم الشرع ، وفي ذلك هو مأجور بإذن الله .
الفتوى للبشير بأنه مأجور عندما يقتل ثلث الشعب :
وقال الشيخ محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان أن الشيخ عبدالحي يوسف قد قال ذلك بحضورهم خلال لقائهم البشير في حدائق بيت الضيافة ، وأنهم أنكروا عليه تلك الفتوى التي قالها للبشير خلال ذلك اللقاء ، إلا أن عبدالحي قال : إنه لن يكتم العلم ، عندها انفض الحضور وطلب البشير من عبدالحي البقاء . ( حسب جريدة المدينة ).
السؤال :
هل هذه الفتوى صحيحة ؟ وهل قال بها الامام مالك يرحمه الله ؟
يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في كتاب المحاضرات، تحت عنوان “المصالح المرسلة ” ص34:
زعموا أن مالكا يُجيز قتل ثلث الأمة لإصلاح الثلثين ، وأنه يُبيح قطع الأعضاء في التعزيرات . أما دعواهم على مالك أنه يجيز قتل ثلث الأمة لإصلاح الثلثين ، وأنه يجيز قطع الاعضاء في التعزيرات ، فهي دعوى باطلة لم يقلها مالك ، ولم يروها عنه أحد من أصحابه ، ولا توجد في شئ من كتب مذهبه كما حققه القرافي ومحمد بن الحسن البناني وغيرهما ، وقد درسنا مذهب مالك زمنا طويلا ، وعرفنا أن تلك الدعوى باطلة.
الويل لمفتي السلطان صاحب فتوى قتل 30% :
فما ذكرناه ، يبين بطلان تلك الفتوى التي نصح بها احد علماء السلطان ليجامله بها غير عابئ بمقتل الملايين من الشعب السوداني سواء كان المقتول مسلما أو غير مسلم ، وويل لهذا المفتي من آثار تلك الفتوى التي لو كان الرئيس المخلوع تمكن من تنفيذها ، وكان وقتها الدم يملأ شوارع السودان ، وستكون الفتنة الكبرى التي لايعلم مداها إلا الله .
الويل لهذا المفتي ولأمثاله من علماء السلطان الذي يسخرون دين الله لقتل شعوبهم وابادتهم.. ((ألم يعلم بأن الله يرى))؟؟
نسأل الله ان ينقذ الشعب السوداني وكافة الشعوب ، وان يكتب لهم السلامة ، وأن يرزقهم الحاكم الرشيد الذي يحمي البلاد والعباد والمقدسات ويقيم العدل والحرية والمساوة لشعبه، ولكافة الشعوب العربية والاسلامية ، بل ولشعوب العالم أجمع حتى تنعم البشرية بالسلام والنمو والازدهار .