فتاوى رمضانية..هل يجوز الصيام بدون الصلاة؟
بقلم / الدكتور محمد النجار
الصلاة عماد الدين ، وهي الصلة الحقيقية بين العبد وبين الله ، وقد روى الامام البخاري عن بريدة قال : : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) .
ومعنى حبط عمله : أي يبطل عمله كله ولا يستفيد منه ، سواء زكاة أو صيام أو حج . وقال ابن القيم في شرح هذا الحديث :
” أن ترك الصلاة نوعان : تركٌ كليٌّ لا يصلي نهائي، فهذا يحبط العملُ جميعُـه ، وتركٌ معينٌ في يومٍ معينٍ، فهذا يحبط عملُ ذلك اليومِ ، فالحبوطُ العامُّ في مقابلةِ التركِ العامِّ ، والحبوطُ المعينُ في مقابلةِ التركِ المعينِ ” اهـ. انظر كتاب الصلاة لابن القيم
أما الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله فقد قال في كتابه فتاوى الصيام عن حكم صيام تارك الصلاة :
تارك الصلاة صومه ليس بصحيح ولا مقبول منه ؛ لأن تارك الصلاة كافر مرتد ، لقوله تعالى ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) التوبة/11. ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ ) رواه مسلم (82). ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) رواه الترمذي (2621) . صححه الألباني في صحيح الترمذي .
ولأن هذا قول عامة الصحابة إن لم يكن إجماعا منهم ، قال عبد الله بن شقيق رحمه الله وهو من التابعين المشهورين : كان أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ، وعلى هذا فإذا صام الإنسان وهو لا يصلي فصومه مردود غير مقبول ، ولا نافع له عند الله يوم القيامة ، ونحن نقول له : صل ثم صم ، أما أن تصوم ولا تصلي فصومك مردود عليك لأن الكافر لا تقبل منه العبادة اهـ .
وقد سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء (10/140) في المملكة العربية السعودية فأجابت :
الصلاة ركن من أركان الإسلام ، وهي أهم الأركان بعد الشهادتين وهي من فروض الأعيان ، ومن تركها جاحدا لوجوبها أو تركها تهاونا وكسلا فقد كفر ، وأما الذين يصومون رمضان ويصلون في رمضان فقط فهذا مخادعة لله ، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصلاة في غير رمضان ، بل هم كفار بذلك كفرا أكبر وإن لم يجحدوا وجوب الصلاة في أصح قولي العلماء اهـ .
فانتبهوا اخواني وأخواتي لأنفسكم ،، وانتبهوا لأبنائكم فإن محافظتهم على الصلاة أو تركها مسئوليتكم المباشرة ، ونذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((مروا ابنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)).
وستسألون عن ابنائكم يوم القيامة ،، يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم