رمضانك نوبي.. عيش البهجة واشرب الأباريق والأبريه
كتبت: آمال فتحي
*نحط الرحال في بلاد الذهب البوابة الجنوبية لمصر. نقول بسم الله كل سنة وأنتم طيبين.. آى مسى كابر» بالنوبى، ونبدا جولتنا اليوم في بلاد النوبة حيث شعارهم ” ماأفسدته شهور العام في أرواحنا… تصلحه أيام رمضان إن شاء الله”
- أهل النوبة، قبائل تسكن على ضفتي نهر النيل من أقصى شمال السودان وأقصى جنوب مصر، انعكس على تراثها الشعبي العراقة والثراء والتنوع، تميزها أرجاء الوادي، ومن تتباين أشكال التراث الشعبي النوبي فمنها المباني، والأثاث، والفنون، الحلي،العادات والأعراف الاجتماعية . ويطلق عليها أرض الذهب لما تمتلكه من كنوز منذ الحضارة النوبية القديمة، ويؤثر الفن النوبى والطبيعة الخلابة فى المكان عامة
*رمضان فى النوبة.. طعم تانى فى شهر رمضان فالنوبه لهم عادات وتقاليد خاصه مختلفه عن باقي أبناء مصر في شهر رمضان، عادات النوبه وتقاليدها واحده من اسوان للاسكندريه .الأباريق والأبريه مشروبات أساسية.
*وفى أول يوم برمضان يبدأ شباب القرية فى إنشاء أكواخ على ضفاف النيل من سعف النخيل ونبات الطرفة للاستفادة من تبن القمح بعد رشه بالماء، وهى من أهم عادات الشباب النوبى فى رمضان للحد من حرارة الطقس بالمحافظة، و تكون مكيفات طبيعية.
*تبدأ احتفالات النوبة بشهر رمضان قبل آذان المغرب من أول يوم رمضان، برص الطاولات على المصاطب المتصلة بين البيوت، *يجتمع أهل القرية النوبية الصغيرة قبل أذان المغرب بدقائق قليلة، حول مائدة كبيرة للرجال وأخرى موازية لها للسيدات ويوضع عليها المأكولات النوبية ،والمشروبات الأسوانية والنوبية.
*الافطار بين اهالي النوبه له طعم تاني خلال الشهر المبارك. كل بيوت الشارع تطلع تفطر مع بعضها على المصطبة، أى حد غريب يفطروه معاهم، بعد الفطار يصلى المغرب، ويشرب الشاي وصلاة العشاء والتراويح، يرجعوا يكملوا جلستهم واكل شعرية باللبن وبلح، وآخر الليل كل واحد يروح على بيته حتى السحور، والسحور فى الغالب بيكون بالبيت.
*الكنافة والقطايف، حلويات ماكانتش موجودة فى النوبة زمان، لكن كان أهم حاجة هو البلح بأنواعه المختلفة، خاصة العجوة وتوضع فى بلاص من السنة للسنة فبتكون عاملة زى المربى ياكلوها بالمعلقة، *أما الوقت الحاضر بقت الكنافة والقطايف موجودة، والاحتفاظ بالاكل النوبي مثل الشعرية باللبن والأبرية.
- لا يفطر أحد فى بيته.. يجتمع أفراد القرية كلهم على مائدة كبيرة، وكل أسرة تحضر ما تستطيع إعداده من مأكولات.. ومشروبات.
*وتقام موائد الرحمن فى الشوارع النوبية قبل آذان المغرب بدقائق قليلة، وعليها أشهر المأكولات النوبية مثل: الكايض والجاكوت والمديد والويكة الأكلة الأشهر فى قرى النوبة القديمة، والتمر هندى والكركديه والدوم.
*مع اذان المغرب الرجال والصبيه يذهبون للمساجد يحملون المياه والبلح والعصائر ليفطروا سوياً في مسجد القريه ، وبعدالصلاة يرجعوا منازلهم ويجدوا صواني الماكولات مرصوصه علي الارض الترابيه المغطاه بالحصير الاسواني .
- ويتم تجهيز الموائد.. و صوانى الطعام من كل بيت فى هذا الشارع الصغير، استعداداً للإفطار، فيجلس الجميع معاً لا يعلم أحد من أى بيت يأكل،
فجميع البيوت بيت واحد، ، حرصاً على التواصل والتآخى و يمر غريب يأخذون ثواب إفطار صائم، والطقوس التى يحرصون عليها فى شهر رمضان الكريم،
ومن أبرزها المشروب الرمضانى الرسمى لأهل النوبة (الأبرية) فأبرز ما يميز رمضان فى النوبة وهو عبارة عن رقائق من العيش الأبيض الناشف، يكسر إلى قطع صغيرة ويوضع فى عصير الليمون، ويقدم على الإفطار، الكركديه والتمر هندى من المشروبات الأساسية فى رمضان،
*ومن الأكلات التى تشتهر بها النوبة (الكابد)وهى عجينة القطائف، وأكبر وأكثر سمكاً من القطائف العادية موجودة فى مناطق فى القاهرة مثل عابدين تقوم بعملها، معروف أن هذه القطايف للنوبيين،الباميةالويكةوالملوخية (الأتر)يصنعها النوبيين بايديهم فيها الخبيزة بدلاً من الملوخية، وخارج النوبة.
*وعقب الافطار يتوجه كل فرد الي منزله للاستعداد لصلاه التراويح،تجتمع النساء للتسامر،الاطفال تحمل الفوانيس والاحتفال بليالي رمضان في سعاده وفرحه عامره بينهم.
- والمشروبات النوبية مثل (الأبريه) المشروب الرسمى لبلاد النوبة، وهو عبارة عن عجينة من الدقيق والمياه تخبز على (دوكة حديد).. ويُجهز الأبريه قبل رمضان ويخزن فى كراتين، وقبل موعد الإفطار يُكسر ويخلط بعصير الليمون، ومشروب (الحلو مر) يشبه (الأبريه) ولونه أحمر بالبهارات.فيجتمع الأهل على مائدة الإفطار فى جو عائلى يخيم عليه الشعائر الدينية
ومن العادات حفلات السمر في رمضان في المصطبة ،يتجمع أهالى النوبة للسمر والحديث وعقد الجلسات الثقافية والدينية بعد صلاة التراويح، وحتى السحور، *ويتم تناول الحلويات النوبية مثل الأرز باللبن والشعرية باللبن والفتى وهو نوع من الحلويات النوبية المميزة يتكون من الزبادى والفطير المخبوز بالسكر فى البيت،
*وظلت القرى النوبية الرمضانية تحافظ على مكانتها بالمجتمع النوبى بالرغم من ظهور العديد من أصناف الحلويات مثل الكنافة والقطايف والحلويات الشرقية.
*الطابع النوبي يطغى على قري النوبة، أشهر المعالم السياحية الجاذبة ملايين السياح من حول العالم، للتمتع بالأجواء النوبية وزيارة الأماكن الساحرة، و القرى النوبية.
وفى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، تبدأ نساء النوبة إعداد المخبوزات مثل «الكحك والبسكويت والبيتى فور»، و رسم الحنة يوم وقفة العيد، والشباب يعلقون الزينة النوبية فى الشوارع لاستقبال العيد بالبهجة والفرحة.هناك مشروبات خاصه لاهالي النوبه في شهر رمضان مثل الاباريق وهو المشروب المتميز الذي يمنع العطش ، مشروب الحلو مر، وهو مشروب سوداني الاصل، نصفه حلو والاخر مر وهو مشروب صحي.
- **الافطار غالباً يكون جماعيا ، الكثير الذين يقيمون موائد للرحمن في الشوارع وعلي الطرق السريعه لاستقبال كل من ياتي لاسوان في فتره الافطار ، وهناك مشروبات مشهوره للنوبيين يتم تقديمها في الافطار والسحور
تبدا التجهيزات بالاسره النوبيه قبل حلول الشهر الكريم بايام طويله ، تقوم المراه النوبيه باعداد “الابريه” وهو ما يوضع علي عصير الليمون وهو المشروب الاساسي والرسمي لكل النوبيين في مختلف بقاع مصر .
الابريه يصنع من خبز رقيق جدًا يخبز علي “دوكه من الحديد” ثم يكسر الخبز ويوضع في كراتين ويستخدمونه مع الليمون.
*الكركدية هوالشراب الآخر المفضل النوبي يومه لايكون بدون الكركديه منذ القدم ، ويستخدم النوبي غالباً الكركديه السوداني ، وتقوم السيده النوبيه بغلي اوراق الكركديه وتصفيتها ووضعها في المبرد و يقدم مع الافطار، او يخلط التمر بالكركديه ليعطي مذاقاً افضل .
*ومن بين الطقوس المرتبطة بالنوبة أو النوبيات تحديداً، رسم الحنة آواخر أيام رمضان استعداداً للعيد الصغير، فالمرأة المتزوجة تقوم برسم القدم أو القدم والأيدى، وغير المتزوجة فترسم يدها فقط، بالنسبه لتعليق الزينات، فأحياناً تتواجد وذات أشكال نوبية، و تناول البلح على الإفطار، و النوبيين لا يعترفون إلا بالبلح الأسوانى بمختلف أنواعه.
- النوبة قديما وقت المغرب كل شارع يخرج صينية طعام والستات يقعدوا فى جانب والرجال فى جانب، والكل ياكل مع بعض، وأهم حاجتين لازم يفطروا عليهم البلح والأبرية، والبلح طريقة عمله، بغلى مياه، ثم نسقط البلح فيها على أذان المغرب يصبح طرى جداً مثل بلح العجوة،
*فى النوبة مفيش تعليق للزينة والفوانيس، والشائع ذهاب السيدات والرجال لصلاة التراويح، وكل سيدة عاملة اكله حلوة مثل الزلابية أو أرز باللبن تاخدها معاها، ويتم اكلها بعد الصلاة أما بالنسبة لاحتفال العيد الصغير فالكحك والبسكويت من العادات التى نحرص عليها والقراقيش، وبعد صلاة العيد نروح نعيد على بعض ونفطر على أرز باللبن.
