الصراط المستقيم

المجاهرة بالفطر في نهار رمضان

بقلم دكتور محمد النجار.

المجاهرةبالإفطار في رمضان اعتداء على الاسلام
صيام رمضان فريضة من فرائض الاسلام ولها مظهر عام يلتزم به المسلمون بالامتناع عن الطعام والشراب ، واذا كانت توجد رخصة منحها الله لأصحاب الأعذار رحمة بهم ، على ألا يفطروا علنا امام الناس ، وللأسف ترى بعض الشباب اصبحوا يجاهرون بالإفطار والتدخين وكأنهم يتعمدون الافطار في نهار رمضان وكأنهم يعلنون عن حريتهم التي أعطاها لهم الله في الآية الكريمة “لا إكراه في الدين” !! وقد فهموا الحرية بمعناها الخطأ . أن الحرية في اختيار الدين لا تعني عدم احترام شعائر دين الآخرين ،، ونرى هذه الحرية محترمة عند المسيحين في مصر عندما لايجاهرون بالافطار في شهر رمضان امام المسلمين وهذه مشاركة لها كل التقدير لدى المسلمين تجاه اخوانهم المسيحين .
فهل المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان حرية شخصية؟؟
لقد أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى، في عام 2012، قائلة فيها إنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله وبرسوله واليوم الآخر، أن يفطر في نهار رمضان جهرًا لغير عذر أمام أعين الناس، مؤكدة أن الذي يفعل ذلك مستهتر وعابث بشعيرة عامة من شعائر المسلمين.
وأضافت الفتوى، أن الوسيلة لمحاربة من يجهر بإفطاره في شهر رمضان هي توجيه النصح له بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يتخذ ولي الأمر من الضوابط ما يكفل منع المجاهرين بالإفطار في الشوارع والميادين وكافة الأماكن العامة.
وحسب ماورد في البي بي بي بتاريخ 13-6-2016 :
أن دار الافتاء المصرية اصدرت هذا الشهر فتوى رأت فيها ان الجهر بالافطار فيه اعتداء على مشاعر المسلمين، حيث جاء فيها “ان المجاهرة بالفطر في نهار رمضان لا يدخل ضمن الحرية الشخصية للانسان بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الاسلام، وهي مجاهرة بالمعصية”. لكن الدار ازالت نص الفتوى من صفحتها على موقع الفيسبوك بعد تعالي الاصوات التي رأت فيها تحريضا على المجاهرين بالافطار. (انتهى)
وتفرض بعض الدول عقوبات على المفطرين علنا في شهر رمضان غير عابئين باحترام دين الاسلام الذي ورد في دستور الدول الاسلامية .
وحسب ماورد في جريدة الاهرام المصرية بتاريخ 5-6-2017 ما يلي :
وقد فرضت بعض الدول قوانين وغرامات معينة، بحال تم الإفطار علنيا في وضح النهار أمام المجتمع والناس، وقد شكلت هذه القوانين والضوابط بشكل مختلف من بلد الى آخر، وهنا نعرض لكم أبرز الدول الإسلامية وعقوباتها في حال الإفطار.

في الكويت، تفرض الحكومة غرامة 100 دينار، وحبس شهر كامل، أما في الإمارات فحددت الغرامة بحوالي 2000 درهم إماراتي، وحبس شهر على ذمة التحقيق. أما في قطر فقد حددت الدولة غرامة 3000 ريال قطري، وحبس 3 أشهر كاملة.
أما في السعودية فتصل حد العقوبة بحق المجاهرين إلى السجن والجلد، إضافة إلى عقوبة الإبعاد من المملكة للمقيمين.
وعملية ضبط المجاهرين تشمل السعوديين والمقيمين من المسلمين وغير المسلمين، وفقاً لأنظمة البلد التي تحذر من المجاهرة بالإفطار خلال نهار الشهر المبارك مراعاة لمشاعر الصائمين”.
إن احترام مشاعر الاسلام والمسلمين أمر طبيعي لدى الانسان المتحضر حتى لو كان غير مسلم ، وللأسف رأينا بعض المجاهرين بالتدخين ، عندما تسأله يقول انه مسيحي وهو كاذب ولا يدرك ان هذا القول قد يخرجه من الاسلام ، بالاضافة الى ان الاخوة المسيحيين يحترمون مشاعر المسلمين ولا يجاهرون بالافطار في رمضان.
اخيرا تقع مسئولية المحافظة على احترام الاديان ومشاعرها على ولي الامر ، فحسب الدستور المعلن للدولة يجب ان تتدخل السلطات التشريعية والتنفيذية لاحترام دستور الدولة وشعوبها ومشاعرهم وشعائرهم ، لمنع المجاهرة بعصيان الله في شهر رمضان العظيم الذي يحترمه قرابة مليار ونصف مسلم في العالم .
والله المستعان
د.محمدالنجار 21مايو2019م الثلاثاء16رمضان1440هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.