التغيير..
بقلم/الدكتور أمين رمضــان
التغيير صعب ولكن غير مستحيل، هذه حقيقة، عندما تغيب عن الإنسان فإنه يظل ساكناً في مكانه، لا يرى الفرص الكثيرة التي حوله، ويتهم العالم من حوله، ولا يرى الطاقات والقدرات التي يمتلكها، أو التي يمكن أن يمتلكها، وفرس استثمارها ليعيش حياة أفضل من التي يعيشها.
يستهلك الصاروخ ٩٥٪ من الوقود ليخرج من الجاذبية الأرضية، ثم يسير ملايين الكيلومترات بعد ذلك،
هكذا نحن نحتاج بذل الجهد الأكبر لنخرج من أسر عاداتنا، خصوصاً كلما كانت عميقة، ويدعمها معتقدات دينية أو اجتماعية معيقة، وقيم جوهرية عميقة، تصبح تغييرها أصعب وأصعب.
لكن بمجرد الخروج واكتساب عادات جديدة، تتكون جاذبية جديدة حول هذا العادات.، وتتكرر رحلة التغيير.
مما قرأت: أنت لا تستطيع أن تغير الناس، الناس يمكن أن يتغيروا.
لذلك في دورات إعداد المدربين، نضع شعار للدورة “لست أنا Not me”، لنغرس في نفس كل متدرب معتقد جديد، وهو أنه سيخرج من هذه الدورة إنسان مختلف وعليه أن يصدق ذلك، حتى يتقبله ويعطيه الفرصة للوجود محل السابق، لأن أكبر مقاوم للتغيير هو الإنسان نفسه، فما أن يعيش ذاته الجديدة لفترة حتى يلبث أن يعود مرة أخرى.
وأيضاً المجتمع الخارجي لا يتقبل التغيير الذي يحدث عند الإنسان.
وهذا ما أعانيه بشدة، فحجم التغيير الذي طرأ عليا في الفترة الأخيرة كبير جداً، لكن أقرب الناس يرونني لقطة كاميرا، أو صورة ساكنة سجلوها في عقولهم وتوقفوا عندها، فمعظمنا لا يُحَدَّث خرائطه الذهنية عن العالم المتغير من حوله.
الثبات والاستقرار من أهم سمات القري، المدينة عكس ذلك، لذلك أهلك الله القرى (ما عدا مكة)، لأن القرى تعدد الآلهة وتوحد نمط الحياة، بينما يريد الله سبحانه وتعالى من جميع البشر، توحيد الإله وتعدد أنماط الحياة وتنوعها وتكاملها، وهذا ما تجده في المدن.
لذلك ذكر القرآن فرعون كثيراً، ليحذر البشرية من الاستبداد، لأنه يجمد الحياة على نمط واحد ويعدد
الآلهة.