تقارير وتحقيقات

من مصر إلى البلدان العربية ..  العيدية على مر العصور

كتبت : هدير عبد المنعم

للاحتفال بالعيد مظاهر متعددة ، ولعل “العيدية” من أهمها نظرا لأثرها المعنوي الطيب ، وقيمتها المادية الملموسة ،وهل ينكر أحد أهمية الأوراق المالية “الفلوس” في الوقت الحالي؟ ونحن أردنا أن نعرف من أول من أعطى أموالا بالعيد لتصبح “العيدية” عادة متأصلة كل عام ،ومصدر فرحة .

البداية من مصر الفاطمية

ظهرت العيدية في مصر في العصر الفاطمي على يد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الذي أراد أن يستميل قلوب الشعب إليه في بداية حكمه للبلاد، كان يحب أن يرى الناس مسرورة وسعيدة وهو نوع من الدعاية بالنسبة له،عرفت العيدية في ذلك الوقت باسم الرسوم أو التوسعة وكانت الدولة توزع النقود والهدايا وكسوة العيد على المواطنين ورجال الدولة كما كانت تهدي الدراهم الفضية للفقهاء وقراء القرآن الكريم،وفي صباح يوم العيد كان الخليفة يخرج على الرعية الذين يأتون للقصر وينثر الدراهم والدنانير الذهبية عليهم.من مصر إلى البلدان العربية ..  العيدية على مر العصور 2

عيدية العصر المملوكي

تحولت العيدية ليصبح اسمها «الجامكية» وهو اصطلاح فارسي يعني العطية المادية وكانت تقدم على هيئة طبق به حلوى فاخرة ودنانير فضية أو ذهبية،وكان السلطان يقدمها إلى الأمراء وكبار رجال الجيش والدولة وتختلف قيمتها باختلاف رتبة الشخص ومكانته الاجتماعية.

عيدية العصر العثماني

أصبحت العيدية تقتصر على الأطفال في صورة نقود بعد أن كان يتم تقديمها للأمراء ورجال الدولة والمواطنين،وصار الأب والأم والأقارب بدورهم يمنحون الأطفال نقود العيدية الجديدة بعد صلاة العيد مباشرة،ثم صار الرجال يقدمونها لأمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم خلال زياراتهم ومعايداتهم في العيد.

العيدية للجميع

وفي مصر ، كان يفضل الأطفال أن تكون العيدية أموالاً جديدة مهما كانت قيمتها ويأخذها الأطفال بعد صلاة العيد مباشرة من الأب والأم والأقارب أيضًا،ولكن في الوقت الحالي لم يعد يهم أن تكون الأموال جديدة أو قديمة المهم أنها أموال،أيضا لم تعد تقتصر العيدية على الأطفال فقط ، بل أصبح الكبار لاعبا أساسيا بهذا الحدث، فهل هناك فرصة أفضل من العيد للحصول على أموال بمسمى عيدية ؟

العيدية وأسمائها

“العيدية” كلمة مشتقة من العيد وتعنى العطاء أو العطف وهذا اسمها داخل مصر، لكن يختلف اسمها من مكان لأخر، فمثلًا تُعرف في السعودية باسم “الحوامة” أو “الفرحية” و”الحقاقية ” ، وفى سوريا تسمى “الخرجية” ،أما في المغرب فتُعرف “بفلوس العيد” ولها قيمة محددة، وفى الكويت تعرف “بالقرقيعان” وهى خليط من المكسرات والزبيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.