تقارير وتحقيقات

الشباب حائر بين فقدان المثل الأعلى وبين البحث عن الذات

حالة من الضياع بسبب عدم التواصل بين الأجيال وفقدان القيمة

كتبت: هدير عبد المنعم

مثل من تريد أن تكون عندما تكبر ؟ بالتأكيد معظمنا أن لم يكن جميعنا طرح هذا السؤال على مسامعنا ونحن صغار ، وبغض النظر عن الإجابات التي تأتي تحت سذاجة الطفولة وقتها ، دعونا نسأل من كانوا أطفالاً واليوم شباباً ، مثل من يريدوا أن يكونوا ؟ وهل لديهم مثل أعلى يريدوا أن يكونوا مثله؟ وما الفرق بين جيل الشباب والأجيال الأكبر فيما يخص المثل الأعلى؟

حالة ضياع

ترى رقية الخولي ،25 عاما ، أنه من الخطأ تحويل شخص إلى مثل ،فكل البشر تخطئ وتصيب وبها الخير والشر،لذا فهي ضد مبدأ المثل الأعلى عموما ،وقالت إن الجيل الحالي مترنح ،يحاول التشبث بأي شخص ويتشبه به ويتبعه في تصرفاته ،ثم يعود ويبحث عن غيره وهكذا يظل تائها . وفسرت هذه الحالة من الضياع بسبب عدم الاستقرار بكل شيء، وفقدان القيمة ،وأشارت إلى أن الثورة كشفت العديد من الأشياء على حقيقتها ،لم تكن واضحة للأجيال السابقة التي كانت تلجأ إلى “ترييح الدماغ” وإقناع أنفسهم إن كل شيء جميل ، واختتمت أن الأجيال السابقة كانت مستقرة ماديا ومعنويا وبالتالي هناك استقرار لكل طبقة ،فهناك فرصة لوجود قدوة ومثل أعلى ثابت على عكس الجيل الحالي فكل لحظة بتغيير.

جيل طائشالشباب حائر بين فقدان المثل الأعلى وبين البحث عن الذات 2

أما رنا طارق 28 عاما ، لا تسمع سوى صوت عقلها ، فأوضحت أنها ترى تفكيرها مختلف عمن حولها ، فليس لديها قدوة تتبع خطاها ،وأضافت أن الجيل الحالي من الشباب الصغير طائش “وبيمشي بمزاجه” ،على عكس الجيل الأكبر لديه مثل أعلى ويتميز بالعقل والرزانة وتقبل النصائح ، واختتمت أنها ليس لديها قدوة ولكنها تستمع للآخرين وتحسب نفسها على الجيل الكبير وليس جيل الشباب الجديد.

مفهوم مشوه

وتفضل سهر سمير ، 23 عاما، ألا يكون لها قدوة متمثلة بشخص واحد ، فتسير بمبدأ “من كل بلد أغنية” ،فهي تفضل ،ولكن تأخذ الجيد من عدة أشخاص ،مثل طريقة تعاملهم مع المشكلات أو قيمة أخلاقية أو تجربة مر بها أحدهم يمكن أن تستفيد منها، وأوضحت أن الجيل الحالي من الشباب ليس لديه قدوة ،لأن كل شخص يرى تصرفاته وأفكاره هي الصواب وأنه لا يحتاج أن يتعلم من أحد، وتابعت أن مفهوم القدوة نفسه أصبح مشوه ،ففي الماضي كان هناك تواصل بشكل مباشر بين الأشخاص ،والقدوة كانت موجودة بينهم بشكل أساسي في الحياة الواقعية ،أما الآن فالاعتماد الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي جعلنا نتواصل بشكل جزئي مع أشياء وليس أشخاص حقيقية  ،واختتمت أننا لم يعد لدينا المعلم أو الأب القدوة بسبب قلة التواصل ،فلجأنا لمواقع التواصل الاجتماعي واتخذنا ممن عليها قدوة ،وأصبحنا نفعل مثلهم بغض النظر إذا كانت هذه القدوة جيدة أو سيئة.

إحباط

بينما لا تمتلك أسماء سمير ،17 عاما،  قدوة بسبب ما أسمته الإحباط المسيطر على غالبية أقراد المجتمع ، وقالت أنها لديها طموح ولكن الإحباط المسيطر عليها وعلى جيلها  يجعلهم بلا مثل أعلى يرغبون بأن يكونوا مثله .

كن نفسك

لدى علي أحمد ،21 عاما ، قناعة تامة بأن لا يوجد أحد يستحق أن يكون مثله،فهو يريد أن يكون نفسه وفقط ، وأضاف أنه عندما كان صغيرا كان يرغب أن يكون مثل ابن عمه الطبيب الذي تتباهى به العائلة وتحترمه ،ولكن عندما كبر قليلا وحدثت الثورة في 25 يناير عام 2011 تغيرت نظرته للأمور “دماغي نورت” على حد وصفه ، وقرر أن يبحث عن شغفه والذي لم يجده إلى الآن،ولكنه قرر أن يكون نفسه وألا يعيش بظل أحد أو يكون مثله،واختتم قائلا “نحن جيل قرر  أن يفقد المثل والقدوة ليجد نفسه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.