أراء وقراءات

جرائم قتل بشعة..ماذا حدث في مصر

بقلم / الدكتور محمد النجار

عندما يقرأ الانسان تلك  الجرائم البشعة في مصر مثل تمزيق جسد شخص وتقطيعه إربا بسبب الاختلاف على أولوية من يدخل الشارع أو بسبب عدم قيام راكب بدفع الأجرة للسائق فيقوم بقتله ، أو عندما يقطع الجزار رقبة المشتري نتيجة عدم قبول المشتري غش الجزار ..الخ  .. ان هذه الفوضى  التي تسود المجتمع المصري تهدد أمن المواطن كما تهدد أمن الدولة واستقرارها ، وتلك الجرائم ترجع الى سوء التربية لجيل ظهر في مصر لا يعبأ بأرواح الناس ولا أمن المجتمع ..ولا يعبأ بأخلاق أو دين أو حرمة عجوز أو عرض أمرأة..

إن تطبيق العدالة الناجزة وتوقيع أشد العقوبات على هؤلاء المجرمين هي أولوية تسبق أولويات كثيرة ، لأنها تجعل المجتمع آمنا مستقرا  .. يأمن أفراد المجتمع فيه  بوائق هؤلاء المجرمين المفسدين ،.

وما أروع تطبيق أحكام  شرع الله التي تحافظ على حياة الناس وأمن واستقرار المجتمع ، مما يؤدي الى زيادة الاستثمار وازدهار الانتاج وزيادة فرص العمل وتحقيق الرفاهية للمواطنين ..

قال النبي صلى الله عليه وسلم )) : لحد يقام في الأرض ، خير لأهلها من أن يمطروا أربعين صباحا )).

روى  البخاري ومسلم من حديث أبي قلابة – واسمه عبد الله بن زيد الجرمي البصري – عن أنس بن مالك : أن نفرا من عكل ثمانية ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام ، فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم (وفي رواية ..فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لقوا من بطونهم ، وقد اصفرت ألوانهم ، وضخمت بطونهم )، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة ، فيشربوا من أبوالها وألبانها ، حتى إذا رجعت إليهم ألوانهم وانخمصت بطونهم عدوا على الراعي فقتلوه ، واستاقوا الإبل..فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم ، فأدركوا ، فجيء بهم ، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم ، وسمرت أعينهم ، ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا . لفظ مسلم .

وفي لفظ لهما : ” من عكل أو عرينة ” ، وفي لفظ : ” وألقوا في الحرة فجعلوا يستسقون فلا يسقون . وفي لفظ لمسلم : ” ولم يحسمهم ” . وعند البخاري : قال أبو قلابة : فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم ، وحاربوا الله ورسوله. قال أنس : فلقد رأيت أحدهم يكدم الأرض بفيه عطشا حتى ماتوا.

قال مالك – في الذي يغتال الرجل فيخدعه حتى يدخله بيتا فيقتله ، ويأخذ ما معه – : إن هذا محاربة ، ودمه إلى السلطان لا [ إلى ] ولي المقتول ، ولا اعتبار بعفوه عنه في إنفاذ القتل .

قال أبو هريرة : ففيهم نزلت هذه الآية :

(( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) سورة المائدة 33

وعندما يتم تنفيذ العقوبة علانية ويشهدها المجتمع ، فيرتدع المجرمون ويتراجع من تسول له نفسه الاقدام على أي جريمة خشية العقاب ..

أما من يأمن العقاب فإنه يرتع في الارض فسادا خاصة وان انتشرت الرشوة وعم الفساد وأصبح مألوفا لدى كثير الناس ، فإن المجتمع كله سيدفع ثمن جرائمه على سكوته عن الفساد والمفسدين ..

وادعو الله ان يعود المجتمع المصري كما كان سابقا ، يتمتع الصغير فيه بالرحمة ، ويتمتع الكبير فيه بالاحترام والتقدير ، وتمشي المرأة فيه آمنة في شرفها ولا تسمع الألفاظ المنحطة التي يسمعها كل زائر أو مقيم على أرض مصر بما يسئ للشعب المصري كله .

د.محمد النجار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.