أحلام الشباب تتأرحج بين الأماني وبين الواقع
الأحلام الحقيقية لا تموت ولكنها تتطور باكتساب الخبرات
كتبت : هدير عبد المنعم
هناك أحلام نعيشها ونحن نيام ، وأحلام أخرى نراها ونحن مستيقظين ،نراها بكل تفاصيلها ، قد تكون احلامنا واقعية فنسعى ونحاول بكل ما امتلكنا لجعلها حقيقة ، وقد تكون غير واقعية يصعب تحقيقها . ولكن هل أحلامنا تتغير بمرور الوقت ؟ هل يمكن أن يكون ذاك الحلم الذي طالما تمنيناه وتخيلنا أنه الدنيا وما فيها ، مجرد وهم أو نكتشف أنه غير مناسب وأن هناك ما هو أفضل منه ؟ هل لو عاد الزمن للوراء سنحلم الحلم ذاته؟
حاولت ( وضوح ) الإجابة على كل هذه الأسئله بالتحاور مع مجموعة من الشباب والشابات.
الأحلام تتغير
تقول نورهان حسام 20 عاما ، كلية تربية طفولة مبكرة ، أن حلمها كان كالكثيرين أن تلتحق بكلية الإعلام أو الآثار ،ولكنها اكتشفت فيما بعد أن الواقع مختلف وان كليتها مناسبة لها ،ولعلها إذا التحقت بكلية أخرى لم تكن لتنجح بها ، وأضافت أن الطموح يتغير بمرور العمر واكتساب الخبرات والتجارب وهي تطمح الآن في الالتحاق بكلية الشرطة ، واختتمت إذا وجد الإنسان حلم جديد أفضل له فعليه فورا أن يتبعه .
الواقع شيء أخر
أما إسراء حسن 19 عام ،كلية التجارة ، فحققت حلمها بالتحاقها بكلية التجارة ،التي كانت ترغب بالالتحاق بها منذ المرحلة الثانوية لحبها للرياضيات ،ولكن الواقع مختلف . فإسراء اكتشفت بعد دخولها الكلية أنها ليست كلها رياضيات وهناك أشياء أخرى تحتاج مجهود ومذاكرة . وأشارت أن إذا عاد الزمن بها إلى الوراء يمكن أن تغير اختيارها لكلية التجارة وتدرس الزخرفة ،لأنها تحب الرسم “وتجارة نستني الرسم” على حد وصفها.
واختتمت أن على كل فرد ألا يتخلى عن حلمه الذي اختاره أبدا مهما حدث ،ولو ساقته الظروف ليكون بمكان آخر فعليه أن يتقبل الوضع ويحاول أن ينجح به ،وقتها سيحب ما يعمل.
واقع أحلى من الأحلام
وأسماء أحمد 21 عاما ، كلية التربية، تشعر بالرضا الآن وتحب المكان الذي وضعت به . وكان حلمها قديما كلية الإعلام والسفر للخارج ، وأوضحت أنها كانت ترى عدم التحاقها بكلية الإعلام نهاية العالم ، ولكنها حاليا سعيدة بوجودها بقسم ذوي الاحتياجات الخاصة بالكلية،لأن التخصص مهم ويتيح لها فرص السفر كما كانت تتمني ، والآن ما عليها سوى الاجتهاد.
وأكملت أن الزمن لو عاد للوراء لن تغير شيء في أحلامها،لأن معلوماتها وقتها كانت محدودة وبالتالي هناك مجالات كثيرة لم تعرف عن وجودها من الأساس، فكيف تجعل شيء حلم لها وهي لا تعرف بوجوده ،وتابعت لا يجب أن نحاسب أنفسنا على قرارات الأمس بخبرات اكتسبناها اليوم. وأشارت أن الإنسان لا يستطيع أن يحيا دون حلم أو طموح ، وإن من لديه حلم يفعل المستحيل من أجله ،واختتمت إذا كان الحلم يضر صاحبه ،فالتخلي عنه واجب.
الأحلام الحقيقية لا تموت
كان لدى إسراء منير 22 عاما ، كلية الآداب، حلمان ،حلم متخفي بداخلها وهو أن تصبح مهندسة ديكور ،وآخر يفرضه ما حولها وهي كلية الألسن. فهي تخصصت بالشعبة الأدبية،فكان لا بد أن يكون حلمها كلية قمة من الكليات الأدبية، وهي في نظر من حولها ألسن ، ولكن في النهاية القدر ساقها إلى كلية الآداب.
وتوضح إسراء أنها لن ترضى بما هي عليه الآن،بل تسعى للحصول على دبلومة بهندسة الديكور حلمها القديم ، وأشارت أن هناك حلم جديد يراودها وهو أن تصبح مضيفة طيران ، وسواء هذا أو ذاك فهي ستتبع أحلامها،واختتمت أن الأحلام يمكن أن تتغير وتتبدل ،خصوصا إذا كانت غير مناسبة أو الظروف ضدها،هنا لا بد من وقفة وعدم إهدار وقت وطاقة في شيء لن يجدي ،والبحث عن حلم آخر.
لا للأحلام
أما سيف أحمد ، 24 عاما ، كلية الطب ، يرى أن الأحلام تخنق وتقيد ، وعلى الفرد أن يسعى فقط دون أن يجعل حلم معين يتحكم به ،كما أشار إلى أنه لو عاد به الزمن وتوفرت لديه المعلومات الحالية ،لما التحق بكلية الطب لصعوبة الدراسة وواقع المهنة ،ولكنه أكد أيضا أن الإنسان لن يعرف حقيقة الشيء إلا بعد تجربته، ولو لم يجرب كان سيظل يشعر أنه ضيع شيء مهما من يده وسيظل يتمناه.
اقرأ ايضا