تأثير التكنولوجيا السلبي على العلاقات الأسرية.
بقلم ا. د/نادية حجازي نعمان
هل سألنا أنفسنا مرة ماهى التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على العلاقات الأسرية …إن الأمر جد خطير ويحتاج وقفة فالتكنولوجيا أصبحت ذو تأثير كبير لا يستهان به علي العلاقات بين الأفراد في المجتمع كما أصبحت تؤثر علي الروابط الأسرية بشكل سلبي ملحوظ وعلى سبيل المثال أن الأسرة القديمة تميزت بدفء وحنان الجدة وحكاياتها الجميلة بينما الأسرة الحديثة تتسم بنوع من الجفاء، إذ حلت الأجهزة التكنولوجية محل حكايات الجدة و أصبح التلفزيون هوالحاكي والأسرة ملتفون حوله، وإن لم يكن لكل فرد في الأسرة جهاز تلفزيون وهوائي فضائي خاص به، وأصبحت القنوات التلفزيونية هي المسيطرة على الجو العائلي ، بحيث أصبح هذا الجهاز يسرق الكلام من كل أفراد العائلة .
أدت التكنولوجيا إلى تعزيز العزلة والتنافر بين أفراد الأسرة وتلاشت قيم التواصل الأسرية واستبدل الأبناء الآباء بالإنترنت كمصدر للمعلومات وسقطت هيبة الأبوة فاختفت العلاقة القائمة على حرارة المشاعر و صدق الأحاسيس و حلت محلها تلك التي تتسم بالجمود و النزاعات ففقدوا الترابط الأسرى .
هناك وسائل أخرى تؤثر في حياة الفرد مثل الهاتف النقال، الذي له آثارسلبية في حياة الفرد فلم يعد اقتناء أحدث الابتكارت هاجسًا، وإنما تجديدها بات أمرًا مهمًا أيضًا . إن الأمر تعدى ذلك بظهور ظاهرة التباهي بالأجهزة التكنولوجية والتفاخر بها، إذ يسعى كل فرد إلى اقتناء آخر ابتكارات عالم التكنولوجيا .
كما أن بمجرد وجود جهاز الكمبيوتر في البيت فإنه يحوله إلى مكان عمل ، لأن الفرد يمارس أغلب مهامه في البيت، مما ينقص من التواصل مع أفراد عائلته حتى زوجته مما يخلق مشاكل كما يضعف جمع الأسرة في نشاطات مشتركة.
• لحل هذه الإشكالية يجب تربية الأبناء على احترام الوقت و عدم مضيعته أمام أجهزة الكمبيوتر أو مع الهاتف النقال وأن يحدد وقت لإستخدام التكنولوجيا فهذا أمر مهم من أجل التواصل مع الأسرة والأقارب كما يجب كذلك
• تحديد نشاطات محببة لكل أفراد الأسرة للتجمع حولها يوميًا ومن المهم أخذ أجازات من وسائل الإتصال و السفر و التجمع العائلي لقضاء أوقات جميلة و صحية .