أراء وقراءات

الكلبة الوفية تنتظر صاحبها عاماً كاملا أمام قسم الشرطة

بقلم / د.محمد النجار

لو نطقت الكلاب لأحزنت كثيرا من اصحاب القلوب المرهفة عن تشبيه الخونة بالكلاب ، والقصص كثيرة عن عشرة الاصحاب سنوات طويلة ثم تنقضي العشرة بجحود كثير من الاصحاب أو خيانة ماكانوا اصدقاء ، وهذا المرض لم تمرض به الكلاب التي تخلص لمن أحسن أليها وتغفر لهم حتى لو أساءوا إليها ، ثم تفديهم بأرواحها وتدفع عنهم بدمائها بعكس بعض بني الانسان الذين ينسون من أحسن اليهم و يبيعون أغلى اصدقائهم بظاهر من الدنيا وزخرها ، ويخونون دينهم ووطنهم بدنيا غيرهم
وأسوق اليكم قصة تلك الكلبة الارجنتينة (( شيلا)) التي تعاطف معها الملايين من البشر في امريكا الجنوبية ، والتي رفضت مغادرة مكانها لمدة سنة كاملة أمام قسم الشرطة الذي اُحتجز فيه صاحبها ، رغم محاولات الشرطة المتكررة طوال عام كامل طرد تلك الكلبة التي تعاني الجوع وحرارة الشمس لكنها رفضت المغادرة وظلت هائمة على وجهها تنتظر خروج صاحبها من قسم الشرطة في بلدة دي مايو الصغيرة .
إنها الكلاب التي لا تعرف المراوغة في انتماءاتها، ولا تتخفي في المساومة، فهي ثابتة على مبادئها ، وتشكر النزر اليسير الذي يجود به الانسان ..ولا تنساه أبدا، فإذا ناداها جاءت اليه من المكان القريب والبعيد وهي تتودد إليه. فالكلاب لا تخون أصحابها، ولا تتنكر لمن عطاها كسرة خبز بسيطة ، فكيف بخيانة وطن بشعبه وتاريخه ومستقبله.
واستعيذ بالله من الخيانة كما استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم :
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ ”
اللهم إنا نستعيذ بك من الخائنين والفاسدين والمفسدين ، فإنهم بئس البطانة ولا يجني صاحبهم سوى الخسة والندامة.. .
كما نسألك ياربنا .. أن تشفي قلوبنا وأبداننا وتصلح احوالنا ..
د.محمد النجار 04-07-2019م الخميس الاول من ذي القعدة 1440هـ

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.