ملك ماليزيا السابق يفقد عرشه مقابل الزواج من ملكة جمال لعدة أشهر
الشرع يدعو لأخذ الحيطة عند الزواج من كتابية
بقلم / الدكتور محمد النجار
في خطوة لم يكن لها سابقة في تاريخ ماليزيا منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1957 تنازل الملك الماليزي السابق سلطان محمد الخامس (50 عاما) عن العرش الماليزي في 6 يناير2019م.
وقد جاء هذا التنازل عن العرش بعد زواجه بشهرين من ملكة جمال روسية ونجمة التلفزيون التي تصغره باربعة وعشرين سنة والتي كانت عارضة ازياء في الصين وتايلاند .
وكانت تقارير إعلامية روسية قد نشرت أن ملكة الجمال الروسية أوكسانا فويفودينا قد تعرفت على الملك، خلال حفل كبير، بقاعة بارفيخا الموسيقية في موسكو.
ولم يُكشف عن سبب تنازل هذا الملك الماليزي عن العرش في حينه ، إلا انه تم نشر خبر تطليق الملك لزوجته الروسية وذلك حسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية عن صحيفة نيو ستريتس تايمز، في كوالالمبور، وقد تم تسجيل الطلاق بشكل نهائي في الأول من يوليو ، كما أن بيانات الطلاق تشير الى أن الملك السابق طلق زوجته ثلاث طلقات، مما يعني طلاقها بشكل نهائي صعوبة زواجهما مرة أخرى حسب الشريعة الإسلامية ، وهذا يشير الى سبب طلاق غير عادي ، وقد زعمت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن سبب الطلاق يعود لنشر مقطع فيديو اباحي لزوجته في حمام سباحة، وهي تقريبا نفس الأسباب التي أدت لاستقالته من منصبه.
وهذا مما حذر منه ديننا الاسلامي عند الزواج من كتابية ، قال الله تعالى : : (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان)
وقد ورد عن ابن عباس قوله : محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ، يعني : تنكحوهن عفائف غير زواني في سر ولا علانية ولا متخذات أخدان ، يعني : أخلاء واصدقاء ..
وقد جاء عن الإمام الحسن البصري أن رجلاً سأله: أيتزوج الرجل المرأة من أهل الكتاب ؟
فقال: ما له ولأهل الكتاب ؛ وقد أكثر الله المسلمات ؟ ! فإن كان ولابد فاعلاً . فليعمد إليها حصانًا (أي محصنة) غير مسافحة . قال الرجل: وما المسافحة ! ؟ قال: هي التي إذا لمح الرجل إليها بعينه اتبعته.
إن ديننا الاسلامي يحافظ على المجتمع ويدفع عنه غوائل المشاكل التي قد تقتل المجتمع من أصله ، وذلك بالمحافظة على العلاقة الزوجية النظيفة التي ينشا من خلالها أجيال الأمة التي تحافظ على دينها وتدافع عن أرضها ومقدساتها .
وقد رأينا هذا الملك وقد تنازل عن العرش مقابل فتاة تصغره بأربعة وعشرين سنة كانت تعمل عارضة ازياء ثم تم اختيارها بالشروط المعروفة بكيفية اختيار ملكة الجمال بعد ان تمر على مجموعة من الرجال لقياس كل عضو من اعضاءها لاختيارها ملكة جمال . ثم اكتشف حقيقتها بعد هذا المشهد الاباحي في حمام سباحة ؟؟؟
فهل تساوي تلك الفتاة الروسية ذلك العرش الماليزي الذي تنازل عنه ذلك الملك ؟و في تلك الدولة المحترمة ؟؟؟
وهل تساوي سمعته التي فرط فيها تلك الفتاة التي اكتشف اباحية سلوكها ؟؟
انها صرخة عالية بضرورة التعقل عند الرغبة في الزواج نساء اهل الكتاب بشكل عام ، وبشكل خاص عند الزواج من النساء غير العربيات الناشئات في المجتمعات الغربية التي نشأن فيها على مايسمونه بالحريات في العري والدياثة.
كما لايفوتني اخيرا أن اشير الى النظام الملكي المحترم في ماليزيا الذي أقال ذلك الملك وأزاحه عن العرش بعد نشر خبر زواج ذلك الملك من تلك الفتاة ملكة الجمال الروسية ،وبُعد نظر تلك الدولة المحترمة التي تحافظ على كيانها بإقصاء الشخصيات الذين يتصرفون بحماقة أو فساد . ولا اتردد في القول ان ارتقاء ماليزيا بهذا المستوى الذي نراه أنه ناتج عن محاكمة الفاسدين والمفسدين حتى لو كانوا الملوك والوزراء وكبار القوم