كنت أتجول بين صفحات الشبكة العنكبوتية لمتابعة الأخبار والأحوال العامة للناس، فإذ بصفحة عنوانها يدل على التزام وتدين محتواها وبالتأكيد لن أذكر الاسم، وصفحة أخرى تعالج مشاكل الخيانة الزوجية.
فدخلت لأرى محتوى تلك الصفحات، وكنت على يقين بأن الصفحة الاولى مشبوهة، وصدق توقعي .
فقد كانت عناوين الصفحات مجرد ستار أما الداخل وباطن الأمر هو تبادل الأرقام والاعجابات وترويج للخياناتنسأل الله السلامة والعافية وقفت قليلا أسأل: لماذا كل هذا الكم من البشر ولما يبحث الرجل أو تبحث المرأة عن حياة موازية لحياة الواقع؟
أليس لهذا الرجل الخائن زوجة؟
أليس لتلك المرأة الخائنة زوج؟
اذا ما الفرق ؟
الحقيقة مع تدبر الأمر ما وجدت أي فرق سوى شئ واحد وهو “الإهمال” الذي يؤدي الى الفراغ العاطفي لدى الزوجين، فالحياة الافتراضية جذبت الرجل كما جذبت المرأة، فنرى الرجل يتهافت على نساء النت تاركا زوجته بمفردها فريسة.
فتقع الزوجة بين ألم إهمال الزوج لها وبين الفراغ العاطفي واحترامها كأنثى لها حقوق، فبالتالي تهمل هي ايضا ما عليها من واجبات، وتبدأ المسافات بينهما تزيد وتبعد وتلقي بالزوج بعيدا وتلقي بالزوجة على الطرف المعاكس تماما، وكم من بيوت خربت.
أيها الزوج: الحق بيتك
عليك باحتواء تلك المسكينة والاهتمام بها والاستماع اليها، ولا تترك فراغا ليملأه غيرك فتندم، انظر اليها كأنثى تحتاج الى ضمة قلب زوجها وعاملها كطفلة تشتاق الى التدليل حتى وان كان سنها فوق الستين.
فهي انثى ووصى بها النبي عليه الصلاة والسلام:”رفقا بالقوارير” ، وصفها النبي بالقارورة اى الزجاج، فهل يمكن ان تلقي بالزجاج بقسوة فينكسر؟!
فالمرأة ايضا كتلك الزجاجة الرقيقة ان قسوت عليها وسخرت منها ومن مشاعرها ستنكسر وهنا ستتحول الى كائن شرس لن تبالي بأي ردة فعل وستخسر انت ويخرب البيت.
واتق شر الغيرة لدى الزوجة ولنا في قصة زوجة النبي عبرة عندما كسرت الطبق في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام، فما كان من النبي سوى انه ابتسم وقال: غارت امكم.
علم النبي ان الغيرة طبع في المرأة المحبة لزوجها فكان رحيما بها.
ولا تحاول ان تغير منها لأنها خلقت من ضلع اعوج ان حاولت ايضا تقويمه ستنكسر، ولكن عليك باللطف واللين والمداعبة، فالكلمة الطيبة صدقة واجعلها تشعر بل وتتأكد انها لك بكل نساء العالم، وقتها فقط ستملك تلك المرأة وستفيض هي عليك من حنانها واحتوائها لك، لأنها شعرت بالامان.
أيتها الزوجة: الحق بيتك
ايضا على الزوجة ان تحتوي زوجها وتحاول قدر المستطاع فهو جنتها او نارها، وتحاول ان تجدد دائما من نفسها وتكون ودودة وحنونة وان تهتم بشؤون الزوج والبيت، وان تستمع اليه وتفتح معه مجالات حوار وتحكي معه عن حياتهما معا وكيف يرتبون ويطورون من الحياة حتى تصبح افضل، فهي السكن لزوجها وهو لها السكن كما قال رب العزة
إياكم من شياطين الانس فهم اخطر من شياطين الجن
وما يحدث في عصر النت ما هو الا فتنة ومعصية لله وربما يخرج الامر من النت الى الواقع فتكون كارثة الوقوع في كبيرة تغضب الله.
وهنا ستضيع الثقة نهائيا وتضيع البيوت، واعلموا انه كما تدين تدان، فكما تنظر ايها الرجل لحلال غيرك، سيسلط الله على حلالك من ينظر اليها، فاتق الله في اهلك، واعلم ان الخيانة ليست هي الزنا فقط ، فلا يجوز ان يتسلى الرجل بامرأة عبر الهاتف او الماسنجر او الواتس معتبرا انها تسالي وتضييع وقت وروشنة،لأن هذا حرام .