كتبت / فرناس حفظي
تأسس “جامع البنات” أو مسجد الأمير فخر الدين عبد الغني عام 1418 ليكون مدرسة لتلقي دروس الفقه والتصوف، ويقع المسجد فى شارع بورسعيد بمنطقة باب الخلق بمحافظة القاهرة.
وعن سبب تسمية المسجد بـ “جامع البنات”، فلقد إلتقت صحيفة وضوح بالباحث الأثري سامح الزهار لنعرف منه المزيد..
فى البداية قال الزهار أن سبب التسمية يرجع إلى ما ورد عن عبد الرحمن الجبرتي فى كتابه “عجائب الآثار في التراجم والأخبار”، أن الأمير فخر الدين عبد الغني قد دفن بناته السبع العذروات في ركن من أركانه ، وكان سبب وفاتهن مرض الطاعون ولذلك سمي بجامع البنات.
طقوس خاطئة
ويتابع الزهار أما بالنسبة للموروث الشعبي من الروايات، يذكرأن البنت التي لم يتيسر لها الزواج، كانت تذهب إلى المسجد يوم الجمعة وتقوم ببعض الطقوس وهى أن تمر الفتاة بسرعة بين صفين المصليين فى الركعة الأولى أثناء صلاة الجمعة وتذهب خارج المسجد، وهو ما يعتقد فيه بأن ذلك يساعدها في الزواج بشكل أسرع.
وعلى مدار الوقت ظهرت خرافات تمارس داخل المسجد وتصل بصاحبها الى الشرك ، فقد عرفت “دكة المبلغ” لدى النساء بـ “المبروكة” وهي المنصة الموجودة فى المسجد التي يعتليها المؤذن لإقامة الصلوات والشعائر الدينية، وتأتي النساء والفتيات للطواف حولها 7 مرات ظنا أنها أحد المعجزات لتحقيق الزواج أو الإنجاب.
وعند زيارتنا للمسجد وجدنا العديد من النساء والبنات يترددن عليه حتى تظن للوهلة الأولى أن المسجد بالفعل للبنات فقط، وكان لنا لقاء مع سيدة تدعى “سلوى” التي قالت لنا أن لها قصة طويلة مع جامع البنات، إذ أنها وهى فتاة صغيرة تبلغ من العمر 25 عاما كانت تعمل فى مدرسة جوهر الصقلي في منطقة قريبة من الجامع.
وأرادت سلوى في يوم أن تذهب للمسجد لأداء صلاة الظهر، وكان ذلك في يوم غير أيام الجمعة، وتابعت أنها بعد زيارتها هذه للمسجد بخمسة أشهر تمت خطبتها، ولأنها تعتبر المسجد “فأل خير” عليها إصطحبت أبنتها الصغري معها لأداء صلاة الجمعة ثلاث مرات متتابعين وبعدها بحوالي 8 أشهر تمت خطبة إبنتها، لذلك تعتز السيدة سلوى بزيارة جامع البنات لأداء صلاة الجمعة من كل أسبوع
أما السيدة ماجدة والتي كان لها رأي أخر، وهو أن الزواج رزق مثله مثل أى رزق أخر، ولا علاقة للمسجد بذلك المعتقد الموروث، و هى تعتبر ما يحدث بعد زيارة المسجد من خطبة أو غيره مجرد صدفة ليس أكثر ولا أقل، وأنها تذهب لزيارة المسجد للصلاة و لأنها تشعر براحة نفسية فى المكان وليس لأى غرض أخر.