البحث العلمى

باحث مصري : الفيس بوك يسبب نوعًا جديدًا من الطلاق

 

أجرى الباحث المصري في العلوم الاجتماعية الدكتور مصطفى يسري عبد الغني  بحثا هاما، عنوانه : شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقاتنا الاجتماعية : التداعيات والانعكاسات ، نشرته مجلة كلية العلوم الإنسانية ، العلمية ، المحكمة التي تصدرها جامعة الإسراء الأردنية ، توصل فيه إلى أن الفيس بوك يؤدي إلى نوع جديد من الطلاق يسمى (الطلاق العاطفي) .

علاقات سرية 

وقال في بحثه :إذا كان الكمبيوتر والدخول على شبكة الإنترنت وغرف الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي تعبيرًا عن صيحة علمية وتكنولوجية باهرة ، فإنها في وجهها الآخر تعبير عن فراغ عاطفي ونفسي ووجداني واجتماعي وثقافي لدى بعض الأفراد ، خصوصًا في هذا العصر الذي يغلب عليه الطابع المادي ، كما أن الإقبال الشديد على غرف الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ، يعبر في أحيان عديدة ، عن غياب الضبط الأسري والهروب من العلاقات الاجتماعية المباشرة والواضحة ، إلى علاقات محكومة بالسرية ، ومحاطة بالكتمان ، ومأمونة العواقب في ظاهرها إلا أنها قد تقود في النهاية إلى مزالق خطيرة تعصف بحياة الأفراد ومستقبلهم .

خلل في العواطف

واضاف الباحث مصطفى أن ظاهرة غرف الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي والتي صارت منتشرة بشكل يكاد يكون مرضيًا تؤدي تدريجيًا إلى الخلل في العواطف ، وتوجيه المشاعر في غير وجهتها الطبيعية ، مما يقود الأسر إلى علاقات أخرى غير سوية ، وعليه : فإن الإفراط في استخدام هذه المواقع قد يؤثر على العلاقات داخل الأسرة والمجتمع ، وبخاصة العلاقات الزوجية والعائلية ، وتفسير ذلك أن هذه المواقع بعامة هي المكان الذي يستطيع فيه الإنسان العربي أن يتكلم مع نفسه ، ومع غيره بصراحة تامة دون سدود أو حدود أو قيود ، يقول ما لا يستطيع قوله في الاتصال المباشر مع الآخرين داخل أسرته أو خارجها ، أما خطورة ذلك فتتمثل في أن العلاقات الزوجية والعائلية قد تواجه فتورًا شديدًا ، وذلك بسبب توجه الزوج ـ مثلاً ـ نحو غرف المحادثة أو مواقع التواصل الاجتماعي وتفضيلها على الجلوس مع الزوجة أو الأبناء ، والتحدث إليهم مباشرة .

الإدمان الألكتروني 

وأوضح الباحث مصطفى أن مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة قد تتسبب في حدوث حالات من الطلاق من نوع جديد يعرف باسم الطلاق العاطفي Emotional Divorce ، وهذا النوع من الطلاق يحدث عندما يجلس الرجل على شبكة الإنترنت ، ويرد بإسهاب على الرسائل الإلكترونية أو يتحدث مع صديقه أو يكتب تعليقاته على بعض الأمور ، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى حالة من الإدمان الإلكتروني Addiction- mail ، وعدم الرغبة في التحدث إلى الزوجة أو الأولاد ، الأمر الذي يقود لا محالة إلى الانفصال العاطفي بين الزوجين .

ومما يؤكد هذا الطرح ، الجدل الذي بات يثار حاليًا عن التأثير السلبي لغرف الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي على العلاقة بين الزوجين من ناحية ، والعلاقة بين أفراد الأسرة من ناحية أخرى في بلادنا العربية ، وذلك بسبب هروب الأزواج والزوجات وخصوصًا في أثناء حدوث خلافات بينهما ، إلى البحث عن نوع جديد من العلاقات عبر الشبكة العنكبوتية ، وهذه العلاقات هي أشبه بضربة حظ غير مضمونة العواقب ، والتي قد تخرج بعلاقة جديدة ومفيدة على المستوى الاجتماعي ، أو بخسارة فادحة عندما يتم الاصطدام بأولئك الذين يبحثون عن العلاقات التي لا تتفق مع ثوابتنا وقيمنا وأخلاقياتنا على شبكة الإنترنت ، وبالتالي حدوث ما لا يحمد عقباه .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.