حمار في قطار مصري.
بقلم الدكتور / محمد النجار
يلاحظ الزائر لمصر العروبة حاليا أنها ليست مصر التي يعرفها منذ زمن طويل خاصة لمن زارها من ثلاثين سنة وتعامل مع شعبها بكافة اطيافه ومحافظاته ومستوياته ، كما ان الزائر لأول مرة يعرف أيضا مصر من خلال حضارتها وتاريخها وعلماءها ومثقفيها ومدرسيها الذين ملأوا العالم العربي بل والعالم أجمع علما وأدبا وثقافة في كافة المجالات ، يلاحظ الزائر ان هذه ليست مصر التي يعرفها ويسمع عنها ، فمصر الحالية تختلف عن مصر التي كان يعرفها .
ومناسبة تلك الكلمات أن ركاب محافظة قنا في صعيد مصر فوجئوا بأن حمارا يركب معهم في القطار ، وقد يتبادر لذهن القارئ بأن هذا الوصف لإنسان سيئ الادب ، فهؤلاء ما أكثرهم حاليا في شوارع مصر بألفاظهم المنحطة ، وأصواتهم العالية(( فضلا عن سب الدين)) وبدون ((أن يحاسبهم احد)) والذين ينطبق عليهم وصفهم بالحمير (وإن كان الحمير مسخرين لخدمة الانسان ويستحيل عليهم سب دين الله أو الألفاظ التي يقشعر منها بدن الانسان الطبيعي)لكن هؤلاء البشر أقل من الحمير بآذاهم للعباد وخدشهم للحياء وكأنهم وُلدوا في زرايب للحيوانات وانطلقوا في الارض يعيثون فسادا ، لكن الواقع ان حمارا ((حقيقيا)) كان ضمن ركاب القطار المتجه من الأقصر الى نجع حمادي لكنه كان حماراً هادئا ومهذبا ، ولم ينهق ، ولم يؤذ أحدا مثل بعض بني ادم الحمير الذين ينهقون بألسنتهم أو بمكبرات صوتهم ، واستاء الركاب وقاموا بتصوير الحمار المهذب ، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بصور ذلك الحمار المؤدب بين الركاب .
واعتبر الركاب أن هذه إهانة كبرى ليس لركاب هذا القطار فقط بل هي إهانة لكل الشعب المصري ، أين المسئولون عن محطات القطار الذين لم يفرقون في تعاملهم بين الشعب والحمير إذ كيف يدخل حمار واضح انه حمار محطة الركاب ؟؟؟؟ فاذا كان شاب قفز من القطار لعدم وجود ثمن تذكرة ومات ، فكيف بحمار يركب القطار بدون تذكرة؟؟ وإلا لو كان قطع تذكرة ستكون المصيبة اكبر!!
الحقيقة ان هذه الواقعة كان ينبغى ان يتم التحقيق فيها على مستوى أعلى وتصدر بها قرارات و قوانين وعقوبات تمنع ركوب الحمير البشرية التي تؤذي الشعب المصري بسب الدين -سواء كان الاسلامي او المسيحي – والألفاظ القبيحة الخادشة للحياء والتحرش ، كما تمنع ركوب الحيوانات القطار مع الشعب المصري ، هذا فضلا عن إقالة المسئولين عن هذه الحادثة المسيئة للشعب المصري كله بغض النظر عن طبيعة الركاب ووظائهم والمحافظات التي ينتمون اليها ..