كتب / حسن محمد الشريف
بعد أن يقوم الكبد مبدئياً بإفراز العصارة الصفراوية وتخزينها في المرارة ثم تصديرها إلى الجهاز الهضمى لكى تساعد على عملية الهضم بعد ذلك تأتى وظيفة الكبد الرئيسية وهى تصفية الدم القادم من الجهاز الهضمى قبل توزيعه إلى جميع أنحاء الجسم حيث يقوم الكبد بإزالة السموم والترسيبات من الدم ومعالجته وتصفيتة تماماً ثم توزيعه إلى جميع خلايا الجسم كى تتغذى عليه .
معالجة الدم
ومن أحد أهم عمليات معالجة الدم هذة هى عملية معالجة السكر (الجلوكوز) في الدم. حيث يقوم الكبد بإستقبال الجلوكوز من الجهاز الهضمى وبواسطة الأنسولين يقوم الكبد بتحويل الجلوكوز إلى الجليكوجين لذلك فإنه كميائياً يعد الجلوكوز هو الوحدة الأساسية لتكوين الجليكوجين أى أن الكبد يعتمد على الأنسولين في عملية التحويل هذه ويقوم الكبد بتخزينة داخله ثم يقوم الكبد بعملية مراقبة وكنترول لنسبة الجلوكوز في الدم وبعنايه إلهيه محكمه عندما تقل نسبة الجلوكوز في الدم يقوم الكبد بتحطيم الجليكوجين المخرن بداخله وإعادة تحويله مرة أخرى إلى وحداته الأساسية المكونه له وهى الجلوكوز ثم يقوم بتصديره للدم لتعويض العجز الفاقد في الدم من الجلوكوز والذى يحول إلى طاقة لخلايا جسم الإنسان وتتغذى عليه .
ويقوم الكبد بعملية عكسية في حالة أن تكون نسبة الجلوكوز القادمه إليه مرتفعه في الدم يقوم الكبد بتحويل الجلوكوز الزائد إلى جليكوجين ثم يقوم بتخزينه بداخله لحين الحاجه إليه في حاله نقص نسبة الجلوكوز في الدم وهكذا . أى أن الجليكوجين الموجود والمخزن داخل الكبد يمثل إحتياطى الجسم من الجلوكوز ويعتمد الكبد على الأنسولين في عملية التحويل هذه ومن ثم تخزينة بداخله لإستهلاكه في الوقت المناسب فماذا إن لم يستطيع الكبد القيام بعمليتى التحويل والتحويل العكسى هذة والتى هى تعد من أهم عمليات وظائف الكبد وما علاقة وتأثير مرض السكرى على الكبد في ذلك .
كيف تتكون دهون على الكبد
يحدث مرض السكرى عند نقص الأنسولين ويصبح الجلوكوز مرتفع في بلازما الدم وفى نفس الوقت جميع خلايا الجسم جائعه ومفتقدة للجلوكوز كى تتغذى عليه مما يؤدى إلى تعب وضعف لجميع خلايا الجسم والتى من ضمنها أيضاً خلايا الكبد والتى تعد من أسرع خلايا الجسم تجديداً وإحلالاً لنفسها. ومع زيادة السكر في الدم يتحول الجلوكوز إلى دهون ثم يقوم الجسم بحرق تلك الدهون مما يرفع نسبة الكلسترول والمركبات الدهنية في الدم وعندئذ تنشأ خلايا دهنية داخل الكبد (دهون على الكبد) ليس لها أى دور إلا تعطيل وظائف الكبد في القيام بعملياته وتزداد تلك الخلايا ببطىء داخل الكبد وفى نفس الوقت تضعف خلايا الكبد وتتلف لعدم وصول الجلوكوز إليها كباقى خلايا الجسم وإشباعها بالغذاء عليه وبسب وجود تلك الخلايا الدهنية والتى تزاحم خلاياه وتعيقها بداخله . والخطير في ذلك أنه لا يلاحظ الشخص بسرعه وجود تلك الدهون على الكبد وكثرتها لأنها كما قلنا سابقاً تزداد ببطىء ولا يشعر الشخص بذلك إلا بعد تدهور حالته ويصبح مريضاً حيث تضعف خلايا الكبد وتتلف وترسل رساله إلى المخ بأنها جائعه ويبادر الشخص بأكل السكريات من حلوى وعصائر كى يستطيع أن يقاوم حاله الضعف والهزل في جسمه ومن ثم يرتفع مستوى السكر في الدم أكثر وهكذا .
ومع ضعف خلايا الكبد وتلفها فلا تستطيع أن تقوم بوظائفها في تنظيم نسبة الجلوكوز في الدم ولا يصل الجلوكوز إلى خلايا الجسم الجائعة إليه وبالتالى يحدث تعب وتلف لجميع خلايا الجسم فخلايا العين تتأثر وتضعف الرؤيا والعظام تتوجع وتنمل بالأطراف ووظائف الكلى تتأثر والقلب يضعف بحيث يقل الدم الداخل على العين ويقل الدم الداخل على الأطراف والقدمين ويقل الدم الداخل على الكلى ويقل الدم الداخل على القلب وكل ذلك بسبب عدم وصول الجلوكوز إلى خلايا تلك الاعضاء مما أدى إلى ضعفها ومن ثم تلفها . كما أن بسبب ضعف وتلف خلايا الكبد وعدم قدرة الكبد على القيام بوظيفتة الرئيسية وهى تصفية الدم من السموم تصبح المناعه في جسم الإنسان ضعيفة ويصبح الشخص عرضه لجميع الأمراض وكل مرض يمهد لمرض بعده أخطر منه فمثلاً نزلة البرد تؤدى إلى نزلة شعبية والنزلة الشعبية تتحول إلى نزلة رئوية وهكذا يصبح الشخص عرضه لجميع الامراض بسبب ضعف خلايا الجسم لفقدها للجلوكوز وبسبب عدم قدرة الكبد على القيام بوظائفه لضعف وتلف خلاياه .
كما أن لمرض السكرى دخلاً وتأثير سلبى في كثير من الأمراض تعد هى الأخطر على حياة الإنسان كالسرطان وأمراض القلب كالجلطات وتصلب الشرايين وهو ما سنتداولة في المقال القادم بمشيئته تعالى .