فيروس كورونا يمنع الإحتفالات بعيد المساخر اليهودي في تل أبيب

كتبت / فرناس حفظي
بسبب الرعب والتوتر من تفشي فيروس كورونا، تراجع عدد المحتفلين بعيد “المساخر” اليهودي في شوارع تل أبيب والذي يحتفل به الإسرائيليون، مساء الإثنين والثلاثاء.
وعادة ما تكتظ الشوارع في إسرائيل، في مثل هذا اليوم، بالمحتفلين الذين يرتدون الملابس المزخرفة، ولكن الشوارع كانت اليوم شبه فارغة.
كما بثت محطات التلفزة الإسرائيلية مشاهد لأسواق تجارية وساحات عامة وقد بدت شبه خالية من الناس.
كما أوضحت المحطة الإخبارية الإسرائيلية 12 ظهر الإثنين، إن المراكز التجارية في القدس الغربية كانت مهجورة وتم إلغاء إحتفال المركز بعيد المساخر.
وقد أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة إصابة 39 إسرائيليا بفيروس كورونا، وبحسب محطات تلفزة إسرائيلية فإن نحو 100 ألف إسرائبلي يتواجدون بالحجر الصحي بمنازلهم تحسباً لإصابتهم بالفيروس.
ورجح خبراء الصحة في إسرائيل إنتشار الفيروس بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة رغم الإجراءات الوقائية التي تشمل منع دخول سياح من العديد من الدول وفرض الحجر الصحي لمدة 14 يوما على العائدين من الدول.
وتعود قصة عيد المساخر إلى الرواية التوراتية، التي شهدت نجاة الشعب اليهودي من مؤامرة لإبادته جميعا، فيأتي في سفر “إستير” في الأية (8) من الأصحاح الثالث، فيه يقول هامان ، كبير الوزراء في الإمبراطورية الفارسية، للملك الفارسي أحشويروش إنه “موجود شعب ما مشتت ومتفرق بين الشعوب في كل بلاد مملكتك، وستتهم مغايرة لجميع الشعوب، وهم لا يعملون سنن الملك، فلا يليق بالملك تركهم، فإذا حسن عند الملكن فليكتب أن يبادوا”، وبالفعل صدر أمر بإبادة جميع اليهود، لكن الملكة إستير زوجة الملك أحشوريوش الفارسي، على حسب الرواية التوراتية أنها صامت يوما ومعها جميع أبناء الشعب اليهودي وفي اليوم الثالث من الصيام ذهبت إلى زوجها الملك وطلبت منه إلغاء تنفيذ ذبح اليهود وبالفعل وافق على طلبها وتطورت الأحداث وانقلب الحال ، وتم صلب هامان الذي كان صاحب فكرة إبادة اليهود.
ولذلك يحتفل اليهود بعيد المساخر ، وهو اليوم الذي تم فيه إنقاذ الشعب اليهودي، ويخرجوا في الشوارع ويرتدوا ثياب تنكرية كما يتناولون معجنات صغيرة مثلثة الشكل تصنع في هذا اليوم تسمى “اذان هامان” وتكون محشوة بالخشخاش أو بحشوات أخرى، ومن ضمن طقوس الإحتفال في هذا العيد قراءة سفر “إستير” ويتعمد المصلون إثارة الضوضاء عند قراءة السفر خلال ذكر اسم “هامان”، بهدف محو اسمه، كما جاء في سفر الخروج (14:17) بـ “محو ذكر” الشعب العماليقي، الذي كان هامان من ذريته.
كما يفرض سفر إستير على اليهود إرسال أنصبة (هدايا) من كل واحد إلى صاحبه، وعطايا خاصة للفقراء، وإقامة مأدبة احتفالية بعد ظهر العيد، ولذلك يتسم اليوم بجمع التبرعات للأغراض الخيرية وبزيارة الجيران والأصدقاء لإعطائهم سلالا من أنواع الطعام، أهمها معجنات “آذان هامان”.
وهناك من يتبعون التقليد بأن يصبحوا سكارى إلى حد لا يتمكنون من التفرقة بين “بارك الله موردخاي” (مردخاي هو عم أستير وبطل سفر أستير) و “لعن الله هامان”.