البدري أجرى ١٥ تعديلا في معدات المناجم وصمم السلم الهيدروليك لحماية مزارع النخيل
روايات البدري تلامس الواقع وتحاكي الطبيعة اشهرها عين الجبل
أجرت الحوار / الكاتبة إيمان أبو الليل
ما بين حوار الشعر والطبيعة يولد الإبداع الهندسي ليغازل الطبيعة
ضيفي اليوم هو الشاعر والروائي المهندس/ أحمد البدري
رجل الصعيد عاشق تراب مصر أهلا بحضرتك.
..مرحبا بك وبحوارك وأشكر الدعوة الكريمة لصالون جريدة وضوح.
.استاذي اسمح لي اليوم أن أتخاور مع المهندس لا الأديب.
..بكل سرور تفضلي.
في عام ٢٠١٧ كان لك حضور واضح من خلال مؤتمر النخيل بالوادي الجديد، وكنتم والحضور تتناولون مدى الخطورة التي يتعرض لها المزارع عند صعوده النخيل، وانتهى المؤتمر وهو يحمل بعض الاقتراحات، ممكن نعرف أهم الاقتراحات؟
.. نعم، كان مؤتمر”النخيل” في نقابة المهندسين الفرعية بالخارجة، وبحضور المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، ورئيس الهيئة العربية للتصنيع، واقترحنا جميعا كفريق واحد يسعى لتنمية الوطن، ويقوم بتنفيذ مشروع زراعة النخيل التى أوصى بها السيد رئيس الجمهورية، أنه من الضروري الحفاظ على المزارع الإنسان، وهذا لما يتعرض له أثناء صعود النخل، فأحيانا كثيرة تقع حوادث ينتج عنها كسر في العمود الفقري، ولهذا تقدمنا بفكرة (السلم الهيدروليك)، وعلى الفور رفع السيد النقيب الفكرة للهيئة العربية لتحول إلى واقع .
.وهل تم العمل بالفعل في هذا المشروع المبتكر؟
..نعم، برغم أن العاملين ظنوا أن الفكرة أصبحت في ادراج النسيان، ولكن مر الوقت ليحمل للجميع المفاجأة، بعد عامين تم الاتصال من مصنع سيماف، مكالمة من اللواء إسماعيل النجدي رئيس مجلس إدارة المصنع ليزف بشرى الإنتهاء من تصنيع السلم الهيدروليك، وأنه جاهز للتسليم ومن ثم العمل.
..وهل كان لحضرتك دور في تنفيذ الفكرة؟
… من البداية كنت وزملائي مقتنع بالفكرة وطرحها ويوم ٥ مارس تم تكليفي من قبل السيد نقيب الوادي الجديد المهندس عادل ربوح بمتابعة الأمر.
ولم أتمالك نفسي من السعادة خاصة بعد أن رأيت ولأول مرة دموع الفرح تجري كنهر من صدق المشاعر لمسؤول يحمل بالفعل هم العاملين وتنمية الوطن بمنتهى الحب، وقدم لي عبارات الشكر والعرفان لكوني ملما بالفكرة منذ أن كانت مجرد حلم، ولأنها من صميم تخصصي.
. اذا الفكرة ولدت على يديك وتعرف تفاصيلها؟
.. نعم هو كذلك، فأنا مهندس ميكانيكا تخصص هيدروليك.
.وماذا حدث بعد ذلك؟
كلفني السيد النقيب بالذهاب إلى المصنع، والحقيقة ما توقعت هذا الاستقبال الرائع من إدارة المصنع خاصة سيادة العميد حسام والذي رافقني كظلي ولم يتركني وقد قمت مع طاقم المهندسين بتجربة السلم، ثم حملناه بسيارة خاصة بهم لمسافة ٦٥٠ كم من القاهرة إلى الوادي الجديد، وكان في استقبالنا المهندس عادل ربوح، وقام بتجربة السلم على النخيل.
..وهل تم تبليغ السيد المحافظ ؟
بالطبع اتصل السيد النقيب بالسيد محمد سلمان الزملوط محافظ الوادي الجديد، والذي أمر بأن نذهب به إلى مصنع البلح في ٩مارس وتم تجربته وتدريب العاملين على كيفية استخدامه، وظننت بأن دورنا كجهة فنية بحتة قد انتهى، فقد بدأنا بالفكرة وانتهينا بتنفيذها على أرض الواقع.
لكن كان لاتصال السيد النقيب ومدير العلاقات العامة بالمحافظة أثر طيب في نفسي واعتبرته تقديرا ومكافأة لنا كفريق عمل ولي كمهندس مسؤل ،
وطلبوا مني التواجد لافتتاح السيد المحافظ لمشروع السلم الهيدروليك.
..لكن حضرتك لم تكن ضمن الحضور، فما السبب؟
.. بل ذهبت في الموعد الذي حدده لي مدير العلاقات العامة ، ولكن عند وصولي منعوني من الدخول بحجة أنه ممنوع دخول أي شخص بعد الساعة الثانية.
بيروقراطية المسؤليين صدمتني وكان لزاما كممثل عن النقابة أن أنسحب بهدوء احتراما وحفاظا على كيان النقابة.
.. وهل انتهى الأمر ؟
.. لا بل زاد حزني عندما رأيت الخبر منشور وبه معلومات خاطئة، فكان من المفترض أن أكون أنا كممثل وملم بالمشروع خاصة أنه تخصصي، أن أقوم بشرح الفكرة حتى تنفيذها أمام السيد المحافظ، لكنه لم يحدث.
.. وهل ترى سببا مقنعا لما حدث؟
.. ربما حب الظهور والبحث عن صورة ولقطة بجوار السيد المحافظ هي السبب، والله أعلم.
.. وهل حضرتك تزهد في الشهرة والظهور ؟
..انا لا ابحث عن شهرة وأضواء، فأعمالي تقوم بهذا، فأنا أعمل بضمير وحب وقد قمت ب ١٥ تعديل في معدات المناجم حيث عملي كمهندس.
..المهندس المبدع الزاهد في الشهرة، مصر تقدر ونعتز بأبنائها أصحاب الضمير المخلصين وحضرتك تعمل بجد وكما تفضلت منذ قليل بأن أعمالك هي من تتحدث عنك.
دعني أترك المهندس وأحاور الأديب
..على الرحب والسعة
..الأديب احمدالبدري قرأت لحضرتك روايات كثيرة وكلها تلامس الواقع وتحاكي الطبيعة، مثل رواية ” عين الجبل”، فلماذا عين الجبل؟
.. عين الجبل تحكي عن واحة لا تعشق الشتاء أي لا ترحب بالتجديد والتطور والانفتاح وتوضح العلاقات والتعامل مع بيئة الواحات وفرض العزلة عن العالم والتوجس من القادم ورفض اي حديث والعلاقات المسكوت عنها في المجتمع المغلق وإباحة ولايباح الصفوة ورفضه للعامة.
..وما هي اخر اعمالك ؟
..أخر اعمالي مجموعة قصصية بوح الروح عن دار اوراق. ٢٠١٨
طالع النخل مجموعة قصصية دار الأهم. ٢٠١٩
ورواية ( عين الجبل – واحة لا تعشق الشتاء ) دار السعيد ٢٠٢٠
الأديب والمهندس المبدع أحمد البدري سعدت بحواري مع حضرتك على وعد بلقاء اخر.
..أشكرك وتحياتي لك ولجريدة وضوح .
