العاقل يزن أمة وتتزن به الأمة

الكويت / سيد غريب

من جميل ماقرأت لأخي الأكبر  الدكتور محمد البربرى، رغم أنها كلمات قليلة ولكنها ذات معاني عظيمة. فكتب يقول : أصابنى الدهش وأنا أطالع هذا السؤال الذى طرحه أبو جعفر المنصور على وزرائه يوما: ما هى عجائب الدنيا ؟ .فقال بعضهم : الحدائق المعلقة، وقال الآخر :غوطة دمشق فقال المنصور عجائب الدنيا عقل الإمام مالك !!

وتنهدت طويلا وقلت فى نفسى:
يا لحكمة المنصور وفقهه فى معرفة أقدار الكبار فالرجل العاقل يزن أمة وتتزن به الأمة، وإن عقول النجباء لترسم طريق المجد والعزة لأمة تاهت وسط الزحام وتكالب عليها اللئام، فعقل الإمام مالك عنده من أعجب عجائب الدنيا.

ويبقى السؤال : ماذا لو كان العقلاء فى الطليعة والصدارة؟ وما هو الحال لو كان الدهماء والوضعاء فى مقدمة الركب!؟
وأترك الإجابة لمولانا وشيخنا المرحوم الشيخ محمد الغزالى وبها مسك الختام :
“إن الأمم الكبيرة ليست كبيرة بأعدادها ، وإنما هى كبيرة بإنتاجها العقلى وسبقها الحضارى ،وهذا وذاك لا تصنعه الدهماء، إنما تصنعه العبقريات الرائدة والبصائر النفاذة “.

Exit mobile version