حكمُ صلاةِ العيدِ في البيوتِ في ظلِّ كورونا.

كتبت /عزه السيد
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيدين في مُصَلَّى العيد، وهو ليس المسجد النبوي، وإنما كان أرض خلاءٍ، لذا قال جمهور العلماء إنها تُصلى في الخلاء – المُصَلَّى -باستثناء أهل مكة، فالأفضل فعلها في المسجد الحرام، لشرف المكان، ومشاهدة الكعبة، وذلك من أكبر شعائر الدِّين.انظر الفقه الإسلامي وأدلته 2/369.
وقد ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ وَالأَضْحَى إِلَى المُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاَةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، وَيُوصِيهِمْ، وَيَأْمُرُهُمْ، فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ) قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ ) رواه البخاري ومسلم .
وتحدث العلماء فى في ظل جائحة كورونا في أيامنا هذه، وفرض منع الحركة على الناس يوم العيد في بلادنا، وتعذر إقامة صلاة العيد في المساجد وفي المصليات، فيجوز أن نصلي صلاة العيد في البيوت. وهذا هو المأثور عن السلف في حقِّ من فاتته صلاة العيد مع الإمام، فله أن يقضيها على صفتها، أي أنه يصلي ركعتين، ويجهرُ فيها بالقراءة، ويكبر التكبيرات الزوائد، سبعٌ في الركعة الأولى، وخمسٌ في الركعة الثانية، لأن هذا أصحُّ ما ورد في عدد التكبيرات
و عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن فاتته صلاة العيد يصليها بدون خطبةٍ، لأن الخطبة مشروعةٌ مع الجماعة. قال الإمام البخاري في صحيحه:[ باب إِذَا فَاتَهُ الْعِيدُ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَكَذَلِكَ النِّسَاءُ وَمَنْ كَانَ فِي الْبُيُوتِ وَالْقُرَى لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَذَا عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ) وَأَمَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَوْلَاهُمْ ابْنَ أَبِي عُتْبَةَ بِالزَّاوِيَةِ فَجَمَعَ أَهْلَهُ وَبَنِيهِ وَصَلَّى كَصَلَاةِ أَهْلِ الْمِصْرِ وَتَكْبِيرِهِمْ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَهْلُ السَّوَادِ يَجْتَمِعُونَ فِي الْعِيدِ يُصَلُّونَ رَكْعَتَيْنِ كَمَا يَصْنَعُ الْإِمَامُ. وَقَالَ عَطَاءٌ: إِذَا فَاتَهُ الْعِيدُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ .