فانوس رمضان والطفولة العالقة بمخيلاتنا.. بقلم :وداد معروف

اعجبنى جدا أن رأيت فى محلات بيع الفوانيس ، هذا الفانوس الخشبى الجديد ذو التصميم التراثى الرائع . فلم أحب ابدا ذلك الكائن الصينى المسمى بالفانوس ، كنت كلما رأيته أحسست بغربة وبقبح ما يصدر عنه من اغنيات ، لعلاقاتى القديمة بالفانوس أبو شمعة الذى أحببته كثيرا ، ذلك الفانوس المصنوع من الصفيح و الزجاج الملون ، وضوء الشمعة بداخله يهتز فيهتز لها قلبى فرحا وأنا أدليه فى يدى وأتعمد أن أمشى فى أكثر الشوارع إظلاما حتى أشعر بجدواه .
لما رأيت الفانوس الخشبى أمس وقفت أمامه و تمنيت أن يهدى لى ذلك الفانوس الأسود الكبير لاضعه فى حجرة الاستقبال ، فيأتى رمضان و يصافحه لدى من أول يوم ، كنت أتمنى أن اصوره لالحقه بالمنشور ، لكن أعرف أن الباعة يرفضون ذلك ، لكن هو مخروط بطريقة الآركيت ، من اربع جوانب و طبعا هذه الطريقة تعطى فراغات يخرج منها الضوء على شكل الرسومات المصممة له ، وكانت زخارفه على الطريقة الاسلامية ، و طلى باللون الأسود -ملك الألوان – فاعطاه شخصية مميزة راقية
نكبر لكن تظل تفاصيل الطفولة عالقة بمخيلاتنا ، لا نحب الا ما يذكرنا بها ، ونستغرب جدا مما يطرأ على أشيائنا من تغيير