المجتمع

هتموت وانت ماسك ورقة الصحافة المصرية تودع عباس الطرابيلى

كتب / سيدحمودة
أنا أمي كانت بتقولي يا وله
انت هتموت وأنت ماسك ورقة».. هكذا يروى عباس الطرابيلى طفولته وعشقه للقراءة منذ صغره، ومداومته على قراءة الصحف.. لم يكن الطرابيلي ليعلم حينها أنه سيكون أحد المؤرخين والكتاب الذين سيسطرون بقلمهم تاريخ الصحف المصرية.

توقف اليوم أحد أكبر أقلام الصحافة العربية عن الكتابة بوفاة المؤرخ والكاتب الصحفي عباس الطرابيلي إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، عن عمر يناهز 85 عاماً، وأصيب الطرابيلي بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» قبل نحو 10 أيام، وتم نقله إلى مستشفى العزل بالشيخ زايد نظرا لتدهور حالته الصحية.

ويعد عباس الطرابيلي واحدا من بين أكبر الكاتب الصحفيين المصريين، وله عمود يومي بصحيفة «المصري اليوم»، كما سبق له أن عمل رئيسًا لتحرير جريدة الوفد 1998، وبدأ مسيرته الصحفية صحفيًا بأخبار اليوم.

ولد عباس الطرابيلي في محافظة دمياط سنة 1936، ولديه 3 أبناء وبنت، ولديه باع كبير ومشرف فى التاريخ الوطني، فقد حمل السلاح في مواجهة الاحتلال الإنجليزي 1950 حين كان عمره 16 عاماً، كما أنه كان من أشد المؤيدين لتعمير سيناء.

نمى عشق الراحل للصحافة منذ صغره وقال في إحدى مقابلاته أنه كان يقرأ الصحيفة فيما لا يقل عن ساعة، لأنه كان يقرأ كل شيء، حتى إن والدته قالت له إنه سيموت وفي يده الجرنال، فقد كان شغوفا بحب القراءة حتى إن في مكتبته ما بين 12 و 15 ألف كتاب.

وتنوعت كتابات الفقيد ما بين السياسة والاجتماع والأدب والتاريخ، كما أن له العديد من الكتب التاريخية التي تهدف إلى تنوير العقل المصري وإعادة تعريف الشعب المصري بتاريخه العريق، ومن أهم أعماله «أحياء القاهرة المحروسة» و«من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق»، و«غرائب الأسماء المصرية والعربية»، والذي تناول فيه أسماء العائلات المصرية الشائعة وأصلها.

ورغم توقف قلمه عن الكتابة وغيابه عن دنيانا إلى الأبد، إلا أنه سيظل الغائب الحاضر في الذاكرة بكتاباته الزاخرة بالمقالات الرصينة، ولدى الطرابيلي 1849 مقالة بموقع المصري اليوم، كان آخرها «مصر.. دولة كردية!!» في 4 مارس الماضي.

تميز الطرابيلي بأنه صاحب قلم حر، ورأي مستقل، وكانت من آرائه دعم الصحافة الإقليمية في مصر لتوفير فرص عمل أكبر للمحافظات.

واقترح الكاتب الصحفى الراحل أن تتدخل نقابة الصحفيين في تحديد عدد المقبولين في كليات الإعلام، نظراً لزيادة عدد الخريجين وقلة الفرص المتاحة، ورأي أن وسائل الاتصال الحديثة هي أكبر خطر تواجه العقل المصري.

ويرى عباس الطرابيلي أن الرئيس محمد أنور السادات كان ذكيا لأنه ألغى الرقابة على الصحف، رغم أنه لم يكن يحب الصحفيين، لكن أصبح رؤساء تحرير الصحف هم الرقباء لكن في الوقت نفسه يعينهم السادات

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.