الفن والثقافة

نفرتيتي ملكة مصرية تحظى باحترام الألمان

 

أ.د.نادية حجازي نعمان

خلال الحقبة الاستعمارية ومن قبلها التدخل الأجنبى فى مصر، فقدت مصر العديد من قطعها الأثرية الثمينة لعل على أشهرها على الإطلاق رأس الملكة نفرتيتى، وحجر رشيد، وبينما تعمل الحكومات المصرية المتعاقبة فى محاولات لإعادة القطع المنهوبة، إلا أن مسئولى هذه الدول يتعنتون بحجة أنها خرجت بطريقة شرعية من البلاد.

رأس الملكة نفرتيتى التى تشاركت حكم مصر مع زوجها الملك إخناتون فى الفترة من 1336 إلى 1353 قبل الميلاد، أى فى ظل الأسرة الثامنة عشر، وحفظت الملكة العرش للملك الصغير توت عنخ آمون بعد وفاة زوجها، خرجت من مصر بعد قيام بعثة أثرية ألمانية برئاسة عالم المصريات لودفيج بورشاردت بزيارة القاهرة وتولت أمر الحفريات الأثرية فى منطقة تل العمارنة وبالفعل، عثر بورشاردت ومساعده هيرمان رانك على التمثال النصفى لنفرتيتى فى منطقة كانت معروفة قديما بورش النحت، قرب تل العمارنة، فى 6 ديسمبر 1912.

تذكر الممول الرئيسى لأعمال التنقيب عن الآثار فى تل العمارنة، لهذا السبب انتقلت القطع المكتشفة ومنها رأس نفرتيتى إلى حوزته، ومنحها بدوره للسلطات الألمانية”.

بعدها ظل التمثال مختفيا عن الأنظار، حتى عرض لأول مرة للعامة فى المعارض والمتاحف الألمانية فى 1923، وبدأ الجدل حول استرداد مصر له.

وعلى مدار سنوات طوال حاولت الحكومات المصرية التفاوض من أجل عودة التمثال وكان الرفض والمماطلة والتسويف الإجابة الألمانية الدائمة على تلك المحاولات، حتى استقر التمثال منذ أحد عشر عاما فى المتحف الجديد ببرلين.

بعض الدول الأوروبية ومن بينها ألمانيا أصدرت قانونا على أن كل أثر مضى على دخول أراضيها 25 عامًا يُعدّ أثرًا قوميًا لا يمكن التفريط فيه كما طالب ألمانيا بإثبات صحة حيازتها للتمثال من الناحية القانونية، وذلك عام 2005.

 

ويبدو أن الموقف الألمانى لم يتغير كثيرا، حيث صرح السفير الألمانى بالقاهرة، يوليوس جيورج لوى، على هامش لقاء عقده مع وزير السياحة المصرى سابقا يحيى راشد، فى فبراير 2017، أن الوزير لم يستطع إقناعه بوجهة نظره بخصوص عودة رأس نفرتيتى، متابعًا: “رأس نفرتيتى لها شعبية كبيرة فى ألمانيا”.

 

وحول إمكانية استعادة مصر للتمثال قال قالت بريجيت جوبتسل، مسئولة الصحافة والإعلام فى مؤسسة التراث الثقافى المسئولة بألمانيا:”لم تتقدم مصر بأى طلب رسمى لاستعادة رأس نفرتيتى منذ سنوات طويلة تابعت “بالتالي، لا توجد أى مفاوضات حالية مع مصر لإعادة التمثال”، مضيفة “نحن منفتحون دائما على المشاورات مع مصر لكن التمثال ملك للمتحف الجديد فى برلين”، ومضت قائلة “رغم ذلك، نمتلك علاقة جيدة بالسفارة المصرية فى برلين وندعم المتاحف المصرية مثل تنسيق عروض مشتركة للآثار.

الخميس 18 مارس 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.