حيتان وأسماك
بقلم/ خالد طلب عجلان
بعد القبض على النائب السابق علاء حسنين وذلك لمخالفات عديدة وكانت أبرز تلك المخالفات أو الجرائم هي تجارة الأثار .
فكيف لممثل مدينة تحت قبة البرلمان لعدة سنوات أن يكون بهذا الخلق.
وكيف حمل أمانة أهل بلدتة وكيف أؤتمن على تلك الأمانة.
فاقد الشئ لا يعطية والسارق لن يقنعك بالشرف والنزاهة والشفافية …على مدار سنوات يعمل بتجارة الأثار دون رقيب أصبح من أكبر رجال الأعمال والمستثمرين في مصر.. والمصدر تراث وتاريخ وحضارة وأثار تلك الدولة العظيمة ..أباح واستحل لنفسه بيع تاريخ مصر من أجل المال.
كانت الصدمة شديدة ..ولكن فوجئت اليوم بصدمة أخرى لا تقل عن صدمة علاء حسنين.
وهى القبض على حسن راتب واتهامه بانه الممول الرئيسي لكل عمليات التنقيب وتجارة الأثار.
وعندما بحثت في ثروة حسن راتب وجدت مجموعة كبيرة وضخمة من الشركات في جميع المجالات.
وكيف وصلوا هؤلاء إلى هذا الثراء الفاحش من نتاج بيعهم لأثار وتاريخ مصر..
وتذكرت أشخاص لا حصر لهم لا يجدون قوت يومهم.
تذكرت عمال مصنع الصوب وأسرهم تذكرت الصيادين وأبناؤهم…تذكرت النجار والحداد والفلاح.
تذكرت أشخاص بلا مأوى تذكرت بيوت مازالت بالطوب اللبن.
تذكرت أماكن صرف المعاشات تذكرت أماكن صرف الدواء لهم ومعاناتهم .
تذكرت عم رفاعي الذي أتى من أسيوط يعمل شيال فى ساحل روض الفرج من أجل بضع جنيهات وتخطى عمره السبعين عاما واقسم بالله لا يجد ملبس ولا يوجد حذاء في قدمه فقد رأيت قدمه وهو يلبس قبقاب من أحد المساجد.
مصر وأثارها ملك للجميع ولا يجوز بيعها فهى ماضي وحاضر ومستقبل أجيال قادمة .
يجب أن يكون العقاب رادعا…وما أخذ…يرد
حتى لا تصبح مصر نهر للحيتان والأسماك ..يأكل القوي الضعيف .