الدعم الحكومي ومستقبل الوطن والمواطن

كتب احمد جوهر

ما هو الحدث حينما ستنفصل قرارات حكومة ما عن مستقبل مواطنيها ولا سيما جيل الشباب !!

حتما سيكون هذا الموعد عيدا لكل من تتوق نفسه لعودة الحكم القبلي و العشائري ، سواء من تكفيري ناكر ان مصر انتقلت من حكم ملكي فردي يستطيع ان يجد في احد حاشيته ملاذا لعصبيته و تطرفه ونفاقه لشخص الحاكم ، او احد حاشيته المحصورة و المعدودة ، انتقلت لحكم جمهوري مؤسساتي لا يجد فيه المتطرف محلا لهواه .

و من اقبح صنوف هوى الانسان : الهوى في ضمان خطوط الامداد من المواد الغذاءية دون بذل جهد انتاجي من اي نوع ، صناعي او اكاديمي او حتى اداري ، امدادا غير مشروطا باستقامة الاتجاه الفكري ، امدادا مستمرا و لو ان المستلم مؤذيا .

تحدث الاستاذ ماجد موريس في احد ندوات معرض الاسكندرية الدولي للكتاب لسنة ٢٠١٧ عن مفهوم ( Indvdualization ) و علاقته بتاريخ الاوطان ،و هو – بعيدا عن الندوة – مفهوم يشير لحقيقة حجم  الفرد في المجتمع و السلطة .

فهل يريد مجموعة سكان مصر  أن يرو بعد عشرين أو ثلاثين عاما مواطنا في المجتمع .. في الشوارع والجمعيات الخيرية ، في الجوامع والجامعات : مواطنا موقنا ان المنافذ  الحكومية هي خط إمداد أعمى للمواد الغذاءية : حكومة داعمة و لو أن طبيعته مجرما ثم تنتقل مجموعة كبيرة من هؤلاء المواطنين للسلطة الحاكمة . وويل للمجتمع آنذاك من جماعة فاسدة مفسدة ، متماسكة و…حاكمة .

أم يريد هؤلاء السكان في المجتمع مواطنا موقنا انه لا ملاذ من العمل و الاستقامة ليحظى بوجبة سعيدة  و يوم مطمئن ، مواطنا موقنا ان الجامع والجامعة والجمعية الخيرية والشارع نفسه يحبونه لسبب واحد لا ثاني له : استقامته  . ثم تنتقل مجموعة كبيرة من هؤلاء المواطنين للسلطة الحاكمة : احزابا مرشحة او مؤسسة بالفعل حاكمة او بشكل فردي  ، و هنيئا للمجتمع آنذاك بجماعة صالحة و مصلحة و . . حاكمة .

فلنأمل معا في نظام لسلاسل امداد المواطن بالمواد الغذاءية ، هي في نظامها قادرة على تحديد طبيعة الشخص او المجموعة التي سوف تحكمنا ، و تحدد مستقبل المواطن.

11 يوليو 2021