الصراط المستقيم

مواقف وأداب من حياة الصحابة الكرام

كتب – وليد على

حياة اصحاب النبى الامين  محمد صلى الله عليه وسلم مليئة بمواقف يعجز عن وصفها الواصفون بل ويقف امامها الكتاب والمؤرخون فى حيرة وزهول وهنا يتسال الناس كيف نشاء هؤلاء واين تعلموا كل هذا وهم قد خرجوا من بيئة لا تعرف الا حب النفس والمال والنكران والجحود وهنا يبرز دور القائد والمعلم الذى علم البشرية كيف يكون الحب والعطاء والتضحية والفداء والاخوة فى الله .

قال الله تعالى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )

ولكى يتضح لنا معنى هذه الرحمه التى جعلها الله بينهم تعالوا لننظر فى مدينه رسول الله بعد ان اخى النبى بين الهاجرين والانصار كيف ترجم الصحابة الكرام هذه المعانى الى واقع عملى لا يقدر عليه الا من تربى بين يدى رسول الله قال الله تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

وعن انس رضي الله عنه قال قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله فقال سعد انى اغنى الانصار فهذا مالى اقسمه بينى وبينك نصفين ولى دارين اختر احدهما فهى لك ولى زوجتين انظر ايهما تختار اطلقها فان انقضت عدتها تزوجتها فقال عبد الرحمن  بارك الله لك في أهلك ومالك دلني على السوق فربح شيئا من أقط وسمن فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام وعليه وضر من صفرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مهيم يا عبد الرحمن قال يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار قال فما سقت فيها فقال وزن نواة من ذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاة .

وعن أَبي هريرة، قال: جاء رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إنِّي مجهودٌ فأرسَل إلى بعضِ نسائِه فقالت: والَّذي بعَثك بالحقِّ نبيًّا ما عندي إلَّا ماءٌ ثمَّ أرسَل إلى أخرى فقالت مِثْلَ ذلك حتَّى قُلْنَ كلُّهنَّ مِثلَ ذلك فقال: ( مَن يُضيِّفُ هذا اللَّيلةَ رحِمه اللهُ ) فقام رجُلٌ مِن الأنصارِ فقال: أنا يا رسولَ اللهِ فانطلَق به إلى رَحْلِه فقال لامرأتِه: هل عندكِ شيءٌ ؟ قالت: لا إلَّا قوتَ صبياني قال: فعَلِّليهم بشيءٍ فإذا دخَل ضيفُنا فأضيئي السِّراجَ وأريه أنَّا نأكُل فإذا أهوى ليأكُلَ قومي إلى السِّراجِ حتَّى تُطفئيه قال: فقعَدوا وأكَل الضَّيفُ فلمَّا أصبَح غدا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( لقد عجِب اللهُ مِن صنيعِكما اللَّيلةَ ).

هذا والله قليل من كثير ومن منا يقدر على هذا ولكن هم كانو حقا خير اصحاب لخير نبى فرضى الله عنهم ورضوا عنه .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى