تحريف القرآن علي صفحات الانترنت
بقلم / د. محمد رجب
كثير من الناس يرجع إلي شبكة الانترنت وينقل آيات من كتاب الله تعالي أو أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولايتأكد منها ، و لايذكر اسم السورة التي ذكرت فيها الآية، أو رقمها، أو لا يخرج الحديث من كتب الستة الصحيحة المعتمدة عند علماء الحديث أو علماء الجرح والتعديل.
وهذا الأمر في منتهى الخطورة بل يصل إلي اتهام الفاعل لهذا الفعل بالتحريف في القرآن الكريم ، وتغيير كلام الله تعالي ، وهذا ماكان يفعله بعض المستشرقين أو الكارهين للقرآن الكريم الذي هو مصدر عز المسلمين والكتاب الحاوى للعقيدة والشريعة والأخلاق.
ومن الخطورة بمكان أن ينقل أحد الناس المعروفين بالعلم الشرعي هذه الآيات ويشيرها علي الصفحات ويجعلها بوستا معتمدا، فينتشر بين الناس ويلتزم به الناس وهو كذب علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدخل تحت تحذير النبي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ
فَالْمُرَادُ بِهِ مَنْ غَيَّرَ مَعْنَى الْحَدِيثِ وَنَسَبَهُ لِلرَّسُولِ وَنَحْوُهُ كَالَّذِى يَكْذِبُ عَلَيْهِ بِنِسْبَةِ النَّقَائِصِ إِلَيْهِ، وَكَذَلِكَ لا يَجُوزُ الْكَذِبُ بِنِيَّةِ رَفْعِ شَأْنِ الرَّسُولِ وَالتَّنْوِيهِ بِهِ فَالرَّسُولُ لَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى أَنْ يُكْذَبَ لَهُ وَشَرْعُ اللَّهِ غَنِىٌّ عَنْ أَنْ يُكْذَبَ لَهُ.
ومن الخطورة بمكان أن هذه البوستات تستمر علي الإنترنت لفترات طويلة فيرسخ في اذهان الناس أنها آية أو حديث ، وهي ليست بآية او حديث، حتي يتناسي الناس الآية الصحيحة او الحديث الصحيح ويتمسكون بالآية المحرفة او الحديث المكذوب أو الموضوع علي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومثال علي ذلك:
ماكتبه البعض في الآية: أو ما أسماه هو آية وهي ليست بآية ( حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلي الله راغبون) بإسقاط لفظة ( ورسوله ) وحذفها من الآية كلها
والصحيح: أن الآية هكذا جاءت في كتاب الله تعالي….. وهى قوله تعالي﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾
[ سورة التوبة: الآية 59: الجزء : 10 الصفحة: 196 ].يقول المفسرون: ومنهم الإمام أبو جعفر الطبرى:
يقول تعالى ذكره: ولو أنّ هؤلاء الذين يلمزونك، يا محمد، في الصدقات، رضَوا ما أعطاهم الله ورسوله من عطاء، وقسم لهم من قسم (وقالوا حسبنا الله)، يقول: وقالوا: كافينا الله, (سيؤتينا الله من فضله ورسوله)، يقول: سيعطينا الله من فضل خزائنه، ورسوله من الصدقة وغيرها (إنا إلى الله راغبون)، يقول: وقالوا: إنا إلى الله نرغب في أن يوسع علينا من فضله, فيغنينا عن الصدقة وغيرها من صلات الناس والحاجة إليهم.* *فليحذر كل انسان ان يزيد او ينقص كلمة او حرف من كتاب الله او من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فالعاقبة وخيمة ، والمصير سيئ.
عافانا الله من كل سوء… وهدانا إلي الصراط المستقيم.
د. محمد رجب
مدير إدارة الفتوى بوزارة الاوقاف المصرية