الرئيس التونسي يستقبل رئيس الوزراء ويؤكد مساندة مصر في قضية سد النهضة

الرئيس قيس سعيد : موقف مصر فى ملف سد النهضة هو موقف تونس لأن أمن تونس من أمن مصر القومى
كتب – عبد الله عبد ربه
استقبل الرئيس قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية، اليوم الجمعة 13 مايو 2022 بقصر قرطاج، الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بحضور السيدة نجلاء بودن، رئيسة الحكومة التونسية.
وحضر المقابلة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، رئيس الجانب المصرى فى اللجنة الوزارية المشتركة، والسفير إيهاب فهمى، سفير مصر فى تونس.
كما حضر المقابلة من الجانب التونسي، وزير الخارجية، ووزيرة التجارة وتنمية الصادرات، رئيسة الجانب التونسى فى اللجنة الوزارية المشتركة، وسفير تونس فى القاهرة.
واستهل الرئيس سعيد المقابلة بطلب نقل تحياته الخالصة لأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يكن له كل التقدير والاحترام، مؤكداً أن الرئيس السيسى اختصر المسافة فى الزمن، واختصر المسافة فى التاريخ، وأنقذ مصر فى مرحلة تاريخية صعبة مرت بها، ثم أطلق نهضة عمرانية وتنموية، رآها الرئيس سعيد بنفسه خلال زيارته لمصر.
وأكد الرئيس قيس سعيد اعتزازه بالعلاقات التاريخية مع مصر الكنانة، التى دوماً ما وقفت إلى جانب تونس، مذكراً بتوجيهات الرئيس السيسى بإمداد تونس بكل ما تحتاجه من مستلزمات طبية وأدوية خلال فترة جائحة كورونا.
وقال سعيد إن إنجازات ونجاحات مصر ستظل مصدر فخر لنا، ونحن نريد أن نتكاتف ونعبر سوياً إلى مرحلة من النمو والازدهار، تلبى تطلعات شعبنا الواحد فى كل البلاد العربية. ودعا الرئيس التونسي إلى استكشاف وتبنى آليات تعاون غير تقليدية ترتقى بالتعاون بين الدول العربية، وفى مقدمتها التعاون الثنائي بين مصر وتونس، معرباً عن ترحيبه بما تم التوافق عليه بين الجانبين خلال أعمال الدورة الحالية للجنة المشتركة.
وفيما يخص الملفات الإقليمية، أكد الرئيس سعيّد أن موقف مصر فى ملف سد النهضة هو موقف تونس، وهذا شئ يمثل له شخصياً مبدأً لن يحيد عنه، لأن أمن تونس من أمن مصر القومى.
من جانبه، أعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن جزيل الامتنان لكل مشاعر الود والتقدير التى يكنها الرئيس قيس سعيد تجاه مصر وشعبها وقيادتها، مضيفاً أن الرئيس السيسى طلب منه نقل رسالة للرئيس سعيد بأن مصر تدعم بشكل كامل كل ما تقوم به القيادة التونسية فى هذا الظرف التاريخى لإصلاح المسار السياسي والدستوري، ووقوفها التام إلى جانب تونس الشقيقة.
كما توجه مدبولى بالشكر للرئيس سعيد على موقفه الراسخ والتاريخي لدعم مصر فى ملف سد النهضة، مضيفا أنه موقف ليس بمستغرب على تونس الشقيقة، وقيادتها العروبية الحكيمة.
وفى سياق متصل، أطلع مدبولى الرئيس سعيد على ما تم التوافق عليه خلال الدورة الجارية للجنة المشتركة، لا سيما دورية عقد منتدى التعاون الاقتصادى المشترك، وبحث آليات تدشين خط ملاحى منتظم، بالإضافة إلى التوافق على أن يكون عام ٢٠٢٢- ٢٠٢٣ عاماً للتعاون الاقتصادى بين مصر وتونس.
وأكد مدبولى أن توقيع مذكرات التفاهم اليوم لن يكون مراسمياً فقط، بل سيتم متابعة التنفيذ الدقيق لما تم الاتفاق عليه.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على استعداد مصر لأن تضع كل خبراتها فى مجال تطبيق برامج الإصلاح الاقتصادى والحماية الاجتماعية فى خدمة تونس الشقيقة، معرباً عن كل الدعم لتونس فى مسارها لتحقيق الإصلاح الاقتصادى الذى يتواكب مع مسار الإصلاح الدستورى والسياسى .
اتفاق مدبولي وبودن على تدشين خط ملاحى منتظم بين مصر وتونس
ومن جانبها استقبلت السيدة نجلاء بودن، رئيسة الحكومة التونسية، بمقر الحكومة التونسية اليوم الجمعة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، حيث عقدا جلسة مباحثات، حضرها من الجانب المصرى الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، رئيس الجانب المصرى فى اللجنة الوزارية المشتركة، والسفير إيهاب فهمى، سفير مصر فى تونس.
كما حضر الجلسة من الجانب التونسي، وزير الخارجية، ووزيرة التجارة وتنمية الصادرات، رئيسة الجانب التونسى فى اللجنة الوزارية المشتركة، وسفير تونس فى القاهرة.
وخلال الاجتماع، جددت رئيسة الحكومة التونسية الترحيب بالدكتور مصطفى مدبولى فى تونس، معربة عن أملها فى أن تسهم اجتماعات الدورة السابعة عشرة للجنة المشتركة فى تعزيز أواصر التعاون بين مصر وتونس، لا سيما فى ضوء ما توليه القيادة التونسية من اهتمام بمختلف جوانب التعاون مع مصر.
وأشادت بودن بما تشهده العلاقات الثنائية من نقلة نوعية، منذ الزيارة المهمة التى أجراها الرئيس قيس سعيد إلى مصر العام الماضى، موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على موقفه الراسخ فى دعم تونس وقيادتها للعبور بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار والتنمية.
كما أطلعت رئيسة الحكومة التونسية، رئيس الوزراء، على تفاصيل خريطة الطريق التى أعلنها الرئيس قيس سعيد، ومراحلها المختلفة فيما يخص الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات.
كذلك فقد أشادت نجلاء بودن بالأجواء الإيجابية التى جرت فى ظلها اجتماعات اللجنة المشتركة، معربة عن سعادتها بما طرحه الدكتور مدبولى فى كلمته أمام المنتدى الاقتصادي أمس، بأن يكون عام ٢٠٢٢-٢٠٢٣ عام التعاون الاقتصادى المشترك بين مصر وتونس.
وحول الملفات الإقليمية، أعادت رئيسة الحكومة التونسية التأكيد على موقف تونس الثابت تجاه دعم مصر وأمنها المائى باعتباره جزءاً أصيلاً من الأمن المائى العربى.
من جانبه، توجه الدكتور مصطفى مدبولى بالشكر لرئيسة الحكومة التونسية على حفاوة الاستقبال، معرباً عن اعتزازه بعلاقات التعاون مع تونس الشقيقة. كما أعرب مدبولى عن دعم مصر قيادة وحكومة وشعبا لكل الخطوات التى تقوم بها القيادة التونسية لإصلاح المسار السياسي والدستوري فى البلاد.
كما أعرب رئيس الوزراء عن تقدير مصر لموقف تونس الراسخ فى دعم مصر فى ملف سد النهضة، وما قامت به تونس من جهود حثيثة لدعم مصر فى هذا الملف فى المحافل الإقليمية والدولية وخلال فترة عضويتها فى مجلس الأمن.
وحول مجالات التعاون الثنائي، أكد مدبولى أنه سوف يتابع بنفسه مع زملائه الوزراء تنفيذ ما تم التوافق عليه فى مجالات التعاون المختلفة، مؤكداً أهمية استمرار آليات عمل المنتدى الاقتصادى المشترك ليجتمع بشكل دورى، مع تفعيل مقترح تدشين خط ملاحى منتظم بين مصر وتونس.
كذلك فقد أطلع رئيس الوزراء نظيرته التونسية على تجربة مصر السابقة فى التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إصلاح نقدى ومالى مع صندوق النقد الدولى، وكيفية صياغة آليات وبرامج الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجاً. كما تطرق إلى تفاصيل برنامج حياة كريمة الذى يستهدف تحسين جودة الحياة والخدمات لنحو ٦٠ مليون مواطن يقطنون الريف المصرى.
وفى ختام جلسة المباحثات، أعرب رئيس الوزراء عن تطلعه لقيام رئيسة الحكومة التونسية بزيارة مصر، من أجل البناء على ما تم الاتفاق عليه من مجالات تعاون، واستكمال التشاور حول كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الثنائية.