إعداد – سعيد حسن
يقع مسجد تمراز في منطقة السيدة زينب بوسط القاهرة، وسمي تمراز نسبة للأمير الذي أنشأه واسمه تمراز التمشى المحمودى الظاهرى جركسي الجنس.
وجلب تمراز إلى مصر الخواجا محمود في سنة 839 هجرية، فاشتراه منه السلطان برسباي ثم أمتلكه السلطان جقمق وأعتقه، وترقى في الوظائف حتى صار اتابك العسكر سنة 901 هجرية، قبض عليه السلطان قايتباي الذي كان يمت بصلة القرابة لتمراز فهو ابن أخته وسجنه بالإسكندرية إلى وفاته،
ويُعرف أيضًا باسم جامع بهلول نسبه للصوفي بهلول بن إسحاق الأنباري، الذي عاش ودفن في المنطقة التي بني عليها المسجد.
ويعد من أجمل المساجد التي شيدت في العصر المملوكي ويتبع المسجد سبيل وكتاب وقبة تحتها مقبرة تمراز في الطرف الشمالي للمسجد. وهو عبارة عن حجرة مربعة الشكل وبكل ركن من أركان الحجرة توجد خمسة صفوف من المقرنصات تقوم فوقها رقبة مستديرة تعلوها القبة وبين مقرنصات الأركان توجد أربع نوافذ مستديرة كما يوجد برقبة القبة أربع نوافذ أخرى كلها مملوءة بالجص والزجاج المتعدد الألوان. كما يوجد بالضلع الغربي للضريح نافذتان على الشارع على واجهة المسجد.
والواجهة الرئيسية من الجهة الغربية تطل علي ميدان السيدة زينب، ويوجد بها المدخل الرئيسي وباب آخر صغير في الطرف الجنوبي من المسجد، يؤدي الي الميضة والي السبيل، ومنه يصعد الي الكتاب اعلي السبيل.
والمسجد مستطيل الشكل يتوسطه مربع صغير منخفض ومفروش بالفسيفساء الرخامية، يحيط به في ثلاث جهات صفان من البوائك المكونة من عقود حجرية مدببة، يقوم بعضها علي أعمدة رخامية ذات تيجان، والبعض الآخر علي دعائم خشبية وفي منتصف القبلة يوجد محراب كبير، ويعلو المحراب كتابة محفورة في الحجر نصها “بسم الله الرحمن الرحيم، إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الآخر”، وبجوار المحراب منبر أثري يرجع الي تاريخ الأمير تمراز منشئ المسجد ، إذ كتب علي أحد جوانبه ” أمر بإنشاء هذا المنبر المبارك الجناب العالي السيف أمير اخوار تمراز.
كان الأمير تمراز واسع الثراء حتي كادت ثروته تعادل ثروة السلطان مما مكنه من انشاء الكثير من العمائر لم يبق منها غير مسجده هذا.
