الطريق الحقيقي للإستقرار
بقلم :عبير الحجار
منذ عصر صلاح الدين الأيوبى إنعزل حكام مصر فى قلعة الجبل فى مكان عالى حصين مرتفع يشرفون على المدينة من أعلى ويضربون بالمدافع كل من تمرد أو ثار أو عصى حتى جاء الخديون إسماعيل ليغير هذا الأمر ويبنى قصر عابدين وسط المدينة ليسكن مع الشعب .
فحال المسئولين الأن هم فى عزلة عن الشعب يسكنون القلاع العالية الحصينة يشرفون على البلاد من أعلى ويصعب عليهم سماع أصوات أنين الشعب والذى يطلقها من أثار معاناته من موجات غلاء الأسعار المتكررة
ونسوا حديث الحجاج ابن يوسف الثقفى للقائد طارق أبن عمرو قائلا: لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم بسوء أكلوه كما تأكل النار اجف الحطب .
فأهل مصر Kأهل قوة وصبر وجلد وتحمل> ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فلو أرادوا نصرة رجلا وضعو التاج فوق رأسه وإذا نفذ الصبر منهم فانتظروا نارا لا يطفئها ألا خالقهم .
وبالعودة إلى سمات الشخصية المصرية ومايعرف عنها انها شخصية متدينة متسامحة تميل إلى الإستقرار والإرتباط بالوطن .شخصية يسكن بداخلها الرضا والقناعة ،صاحبة نكتة ودعابة وسخرية حتى فى حالات الحزن وصولا إلى التقوقع داخل الذات والذى يفسر بالسلبية والتخاذل حتى وإن ظلمت أو قهرت. وان تاريخها يتسم بندرة الثورات فمعظم الشعب هم معنيون بلقمة العيش والشعور بالأمن والإستقرار لكن عندما يفقد أى منهم ، أويصعب عليه حصوله على لقمة العيش ويضيق صدره من الفقر والعوز فهنا يتحول وحشا وتتغير سماته اللطيفة إلى النقيض فلا تكونوا سبب سخط هذا الشعب المحب على حاله
فعلى القيادات كل في موقعه مواجهة تراجع مستوى المعيشة للمواطن بسبب انفجار الأسعار المتتالية لانها العنصر الأخطر على استقرار المجتمع، فليس من العدل وضع الشعب تحت مقصلة الغلاء .
فالأمن والإستقرار السياسى يتحقق عندما يتحقق إنصاف الفقراء حيث أن مقياس التقدم فى أن يجني الشعب ثمار التنمية وتستقر حياته المعيشية .
والضغط يولد الانفجار ،والانفجار يؤدى إلى الفوضى ويفتح بابا لأهل الشر لينالوا من استقرارنا ،او اعطاء الفرصة لمن يتصيد فى الماء العكر فهم اصبحوا كثر في أيامنا .