الصراط المستقيم

قدرة جنود الله في اعصار “ايرما”

كتب : الدكتور محمد النجار

أعصار بسرعة رياح (260) كيلومتر ..تخلع الحجر.. وتقلع الشجر.. وتقتل البشر.. وتسبب في هزّ الأبنية العالية في ميامي التي تبعد نحو 160 كيلومترا عن مركز العاصفة.
قال ديمي لاماس الذي يملك مطعمًا في ميامي “شعرنا أن المبنى يرقص طول الوقت”.وتابع مشيرا إلى البرج المؤلف من 35 طابقا “كنا أشبه بركاب سفينة”.وتتحول مدينة فلوريدا الامريكية الى مدينة اشباح وتشريد اكثر من 6 ملايين امريكي وخسائر اكثر من200مليار دولار…
يرسل الله المعجزات لنا نحن المسلمين المنهزمين نفسيا وفكريا وعسكريا عاجزين عن حماية ابناء ونساء الامة في الروهنجا وفلسطين واليمن وسوريا وغيرها ..يرسل الله جنديا واحدا من جنوده فيدمر مدنا كاملة..وتتحول شواطئ ومدن أقوى امبراطورية حاليا (اميركا المتغطرسة) الى أشباح ويتشرد ملايين البشر وتنقطع الكهرباء وتتحول السماء الى غيوم وبرق ورعد وصواعق أخطر من الطائرات تقصف بكل مافي السماء من امطار وصواعق مُرعبة لاتستطيع شبكات صواريخ امريكا المضادة للطائرات والصواريخ مقاومتها والتي تتبجح بها امريكا ليل ونهار ..و وخسائر اكثر من 200مليار دولار.
إنها جنود الله القادرة على سحق الارض بمن فيها ، والقادرة على تحقيق النصر إذا سخرها الله لعباده المؤمنين تدافع عنهم وتسحق غطرسة البغاة عليهم ..
وهذا يذكرني بغزوة الاحزاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم…
وفي الأحزاب حين اجتمعت جموع المشركين، وحاصروا المدينة، وغدرت اليهود، وخذَّل المنافقون وأرجفوا، وعظم الكرب، وزُلْزِل المؤمنون حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر.. في ذلك الموقف العصيب الرهيب كان جند الله تعالى مع المؤمنين ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الأحزاب:9].

وقال حذيفة رضي الله عنه: (لقد رَأَيْتُنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ) رواه مسلم.

فَهُزمت جموع الشرك في الأحزاب بالريح وهي من جند الله تعالى، وبالملائكة عليهم السلام وهم أيضا من جنده عز وجل، وهم المراد بقوله سبحانه ﴿ وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ﴾ [الأحزاب:9].

وهذه الريح تهب من الغرب، وتسمى الصبا، كما جاء عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ) متفق عليه.

قال مجاهد رحمه الله تعالى: ريح الصبا أُرسلت على الأحزاب يوم الخندق حتى كفأت قدورهم على أفواهها، ونزعت فساطيطهم حتى أظعنتهم الليل والنهار.

ومع تأييد الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين في الأحزاب بالريح والملائكة فإنه عز وجل أكرم رسوله عز وجل بالمعجزات الباهرة، والآيات الظاهرة؛ تثبيتا للقلوب، وشدَّاً للعزائم، وحفزا للهمم؛ لتمضي في نصرة دين الله تعالى، وتصبر على الأذى فيه، وتعلم أن وعد الله تعالى حق، وأن العاقبة للمتقين.

ومن المعجزات الباهرة في غزوة الأحزاب ما أجراه الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام من مباركة طعام قليل لا يشبع رهطا، فيدعو فيه النبي عليه الصلاة والسلام فيأذن الله تعالى أن يُشبع الجيش كله ويبقي منه بقية.

عن جَابِرَ بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رأيت بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمَصًا شَدِيدًا فَانْكَفَأْتُ إلى امْرَأَتِي فقلت: هل عِنْدَكِ شَيْءٌ فَإِنِّي رأيت بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم خَمَصًا شَدِيدًا؟ فَأَخْرَجَتْ إلي جِرَابًا فيه صَاعٌ من شَعِيرٍ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ – أي:سمينة – فَذَبَحْتُهَا وَطَحَنَتْ الشَّعِيرَ، فَفَرَغَتْ إلى فَرَاغِي، وَقَطَّعْتُهَا في بُرْمَتِهَا ثُمَّ وَلَّيْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لَا تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَبِمَنْ معه، فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ فقلت: يا رَسُولَ الله، ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لنا وَطَحَنَّا صَاعًا من شَعِيرٍ كان عِنْدَنَا فَتَعَالَ أنت وَنَفَرٌ مَعَكَ، فَصَاحَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قد صَنَعَ سُوْرًا فَحَيَّ هَلًا بكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، ولا تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حتى أَجِيءَ، فَجِئْتُ وَجَاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْدُمُ الناس حتى جِئْتُ امْرَأَتِي فقالت: بِكَ وَبِكَ، فقلت: قد فَعَلْتُ الذي قُلْتِ، فَأَخْرَجَتْ له عَجِينًا فَبَصَقَ فيه وَبَارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إلى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ وَبَارَكَ، ثُمَّ قال: ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي، وَاقْدَحِي من بُرْمَتِكُمْ ولا تُنْزِلُوهَا، وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لقد أَكَلُوا حتى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كما هِيَ وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كما هو) وفي رواية (فلم يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْزَ وَيَغْرِفُ حتى شَبِعُوا وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ قال: كُلِي هذا وَأَهْدِي فإن الناس أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ) رواه الشيخان.
فهل نؤمن بالله حق الايمان..من اقمة العبادات وتحكيم شرع الله…والاحسان في المعاملات. وارضاء الله حتى ينظر الينا نظرة رضا منه سبحانه وتعالى وينصرنا على اعداءه واعدائنا..
ان جنود الله قادرة على هزيمة اسرائيل مهما كانت قوتها واسلحتها والدول التي تساعدها…
“ولينصرن الله من ينصره…”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.