مهنة البحث عن الموت في فلسطين !!
بقلم / ممدوح الشنهوري
باتت كاميراتهم .. ك السلاح ؟ في حرب ” طوفان الاقصي ” في فلسطين يسلمونها من ” شهيد ” الي آخر، حتى في لحظات سكرات الموت .. ! حتي لايضيع صوت الحقيقة في قضية فلسطين.
قضت الإنتفاضات والحروب الدائرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين علي مدار سنوات طويلة، علي الكثير منهم بالقتل والإغتيالات والغارات من قِبل قوات الإحتلال الإسرائيلي ، منذ بدء الصراع والإحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود طويلة من الزمن.
ورغم استشهاد الصحفيين والاعلاميين يولد منهم الجديد في كل يوم ليكملوا مسيرة بعضهم البعض نحو طريق رصد الحقيقة في كل إنتفاضات الأقصي، ليشاهد العالم في كل لحظه ذلك الطغيان والظلم الذي يقوم به الإسرائيليين نحو الشعب الفلسطيني ومقدساته، وأيضا عن طريق أرواح شهداء الصحافة في فلسطين.
كنفاني والعلي شيرين
كان من أبرز من قدمو أرواحهم فداءا لقضية فلسطين الأزلية من كتاب وصحفيين كبار إغتالهم الإحتلال الإسرائيلي ” غسان كنفاني” عكا 9 أبريل 1936 – بيروت 8 يوليو 1972 ” وهو روائي وقاص وصحفي فلسطيني، ويعتبر أحد أشهر الكتاب والصحافيين العرب في القرن العشرين، والذي إغتيل من قِبل الموساد الإسرائيلي في الثامن من يوليو عام 1972 في بيروت بعد انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته .
ومنهم ناجي العلي” 1937 إلى 29 اغسطس 1987 ” وهو رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع الذي يعمّق عبر اجتذابه للانتباه الوعي الرائد من خلال رسومه الكاريكاتورية، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عملوا على ريادة التغيّر السياسي باستخدام الفن كأحد أساليب التكثيف. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري، والذي إغتاله الموساد الإسرائيلي ايضا في لندن 1987 م .
و شيرين أبو عاقلة ” وُلدت في 3 نيسان/ أبريل 1971 في القدس– قُتلت في 11 أيار/ مايو 2022 في جنين” والتي كانت صحافيّة فلسطينيّة، عملت مراسلةً إخباريّة لشبكة الجزيرة الإعلاميّة بين عامي 1997 و2022 .
شهداء طوفان الاقصى من الصحفيين
وفي حرب ” طوفان الاقصي ” الدائره الأن والتي بدات 7 اكتوبر الماضي إستشهد أكثر من 48 شهيد للصحافة المحلية والعالمية ،فقط لإنهم أحبو مهنتهم فضحوا بأنفسهم من أجل الأ تموت الحقيقة في فلسطين،
وهناك منهم ما زالوا أحياء، يوثقون الحقيقة في الصراع الدائر الان بين الفلسطينيين و الأسرائيليين في معركة طوفان الأقصي في غزة من أجل الأ تموت أو تصفي قضية فلسطين. في مقدمتهم المراسل الصحفي ” وائل الدحدوح ” مراسل قناة الجزيرة في فلسطين ،والذي إستشهد 4 من أفراد أسرته زوجته وإبنه وإبنته وحفيده في وقت واحد في القصف الإسرائيلي الوحشي علي منازلالنازحين اليه في ” مخيم النصيرات.
وبعد علمه بإستشاهدهم وفجع وفطر قلبه عليهم، قام بدفنهم، وإستكمل عمله ليقوم بواجبه نحو منهته و لاده فلسطين في كشف الحقيقة، عن تلك المذابح التي يقوم بها الإحتلال الصهيوني في حق المدنيين في غزه.
بعد أن ردد كلمته الشهيرة في أول بث مباشر له بعد دفن عائلته بساعات ” هذا ربما من الواجب أن نكون في هذه اللحظات وهذه الساعات التاريخية إن صح التعبير والاستثنائية ولذلك ما من مفر إلا استمرار القيام بالواجب وحمل هذه الرسالة والقيام بالتغطية بكل مهنية وشفافية رغم كل شيء” .. !!
ليعلمنا ذلك الرجل الحديدي والصحفي الإنسان أن مهنة الصحافة ليس مهنة البحث عن المتاعب فحسب كما يقولون ..
ولكنها هي أيضا تكون أحياناً مهنة البحث عن ” الموت ” لمن يعمل بها، ولكن لمن يَحمل لقب ” إنسان ” مخلص لمهنته، ووطني لبلاده وقضيتها ك قضية فلسطين .
ممدوح الشنهوري
كاتب صحفي و عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان