أراء وقراءات

نقطتين وبس .. على أبواب مرحلة إقتصادية جديدة

بقلم -. د. يسري الشرقاوي

رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة

النقطة الأولى

” الجزرة بديلا للعصا “

في الكثير من دول العالم يتم مواجهة أزمات وتحديات، وغالبا ما تكون الأزمات الإقتصادية التي تهم حياة المواطنين بشكل مباشر وتهم حياة كل من يعملوا في الحياة الاقتصادية وكذا الجهات الإدارية والحكومات هو كيفية الوصول الي حلول ناجزة ترضي كل الاطراف ،،وهنا يأتي دور الجهات المنظمة وأصحاب الولاية فيما يخص القوانين والقرارات، وعليهم البحث والدراسة وفتح الحوارات المجتمعية وسماع أصحاب التجارب في كافة التخصصات حتى يمكن الوصول لحلول ، أرى أن هذه الحلول يجب ان تكون في المقام الأول بعيدة عن الغرامات والحبس والقمع والتهديد او القرارت التي ليس من شأنها ان تكون مقيدة للحرية وتنحصر في تحصيل غرامات لنخرج في النهاية بلا نتائج ايجابية حقيقية ، لذا علينا في كل قضايانا ومشاكلنا الصعبة ان نبحث عن الحلول وذلك عن طريق برامج التسويق والتحفيز  قبل التقييد  لتكون محفزة بدلا من قرارت الاجبار ، فاذا اردنا مثلا ان نخفض استهلاك الطاقة يمكن للجهة الإدارية بحث عمل خصم ١٠٪؜ على الفواتير الشهرية التي لاتزيد عن ١٠٠٠ جنيه مثلا على مدار ٣ شهور، ويمكن ايضا عمل نفس الخصم في الصناعة  لحث كل المنتجين على مضاعفة إنتاجهم والحفاظ على تكاليف الطاقة ،  لماذا لا يكون هناك حافزاً للمواطنين لفتح حسابات بنكيه للاطفال منذ الولادة وحتى سن السادسه من العمر بحيث تكون هناك برامج تسويقية محفزة بعائد خاص ترتبط بالعمر لصاحب الحساب وذلك لزيادة عدد الحسابات البنكية والسيطرة على السيولة النقدية وتأمين مستقبل الأبناء والأجيال وخلق قنوات تمويلية لخريطة استثمارية واضحة يمكن أن تساهم في بناء إقتصاد مستدام.

النقطة الثانية

“التوظيف الأمثل للموارد”

لا يمكن أن يحقق اقتصادا واعيا ناضجا ناشئا أية خطوات جادة وناجحة ومستقرة دونما الإعتماد على التخطيط العلمي الحديث وتحديدا التخطيط المعتمد على توظيف وتحليل واستخراج وتكامل مبادئ التعقيدات الاقتصادية والربط فيها بين حسن استغلال الموارد من الجانب الاقتصادي ، ودراسة كل مورد على حده ودعم نقاط القوة فيه وايجاد نقاط ربط بين هذه الموارد لكي يحدث تكامل مبني على علم يستهدف تقليل الهدر في الموارد وتعظيم الناتج وتحقيق مبادئ الميزة النسبية وزيادة معدلات القيمة المضافة مع امتلاك في ذلك كله “سر الصناعة”  موظفين في التطبيق أحدث النظم الإدارية والتكنولوجية بشكل يجعل العائد يتخطى كل التوقعات ويتغلب على معظم النسب المعهودة في دراسات الجدوى التقليدية ، ولعل أكبر أمثلة على ذلك في تطبيق مبادئ Economic Complexity ، تجربة كوريا الجنوبية وتجربة تركيا وتجربة سنغافورة ، فكلها تجارب طوّعت واستخدمت هذا المبدأ في التخطيط ولم تذهب الي الطرق التقليدية ، فلم تقدم كوريا الجنوبية مثلا تقدماً في صناعة الملابس وعلاماتها التجارية لأنها درست ببساطة ان هذا ليس الطريق الأمثل لها وفقا لمواردها لكنها دخلت في تطوير وإنتاج صناعة السيارات والإلكترونيات وأبدعت في كل ما يتعلق بهذا القطاع ، فحققت نتائج إقتصادية غير مسبوقة جعلتها واحدة من أفضل عشر إقتصادات في العالم بثبات بعد مرور ٣٠ سنة واستقرت الآن لمدة أكثر من عشر سنوات داخل مجموعة العشرين ، لذا فإن التخطيط الاقتصادي لحسن استغلال الموارد بتوظيف العلم هو الطريق الأمثل لبناء إقتصاد مستقر وآمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.